اليوم وبعد أن مر على التقويم المستمر لقياس المهارات منذ ما يقارب العشرين عامًا لا يمكن أن أقارن محصلته ومخرجه بمحصلة الاختبارات التي كانت تقاس بالدرجات، وهذه حقيقة لا ننكرها.. كما لا ننكر أن من أبرز محاسن التقويم المستمر هي تجنيب التلاميذ رهبة الامتحانات، ومن أهم متطلباته استمرارية التمكن من المهارات المطلوبة ومقدار ثباتها فيما بعد، والذي يترتب عليه المضي قدمًا في تحقيق مهارات ذات مستويات أعلى بيسر وسهولة في المراحل الدراسية التالية. خلال عشرين عامًا وإلى يومنا هذا افتقر التقويم المستمر ولايزال إلى عنصرين وركيزتين أساسيتين كان سببها الفهم الخاطئ في تطبيقه، كما ينبغي. الركيزة الأولى كانت تنحصر في الكادر التعليمي بأكمله وأعني بذلك المدربين والمشرفين على إدارات المدارس والمعلمين. وكانت الركيزة الثانية هي المجتمع، الذي كان يعد التقويم المستمر مجرد جسر للعبور إلى المراحل الدراسية التالية بأي وسيلة كانت دون عناء المتابعة. كلا الفريقين لم يتنبه إلى أن اكتساب المهارة لا يعني فقط الانتقال إلى مرحلة أعلى، كما كان كلا الفريقين كان ولايزال مفتقرًا إلى القدرة على التعاطي مع المنهج كمهارات تنمي القدرات، وكلا الفريقين لم يكن قادرًا على الخروج من خانة التلقين والاسترجاع، دون التركيز على المهارات، التي يملكها التلميذ ومن ثم تطويرها، وكل ذاك أدى إلى تبدد الأثر بمجرد انتهاء العام الدراسي. الهوة الواسعة كانت بين التطبيق والمخرج، والتسطيح في محكات التقويم أدت في نهاية الأمر إلى هشاشة المخرج وضعفه.. وكأنك يا أبو زيد ما غزيت * مرصد: الاختبارات التحصيلية والتي طبقت من العام الماضي كانت فكرة رائدة، لتدارك الهوة في التقويم المستمر، وحبذا لو كانت العملية معكوسة بمعنى أن نبدأ بالاختبارات التحصيلية لتكون مؤشرًا حقيقيًا يحدد المهارات، التي يملكها التلميذ ومن ثم يكون التقويم والمعالجة على أساس النتائج المستخلصة منه. [email protected]