عرضت الحكومة الليبية الموقتة أمس الاثنين، أن يدخل المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في «إجازة برلمانية» حتى انتخاب برلمان جديد وذلك لإخراج البلاد من الأزمة التي تفاقمت غداة هجوم مسلح على مقر المؤتمر في موازاة مواجهات عسكرية في الشرق. وزاد من حدة التوتر إعلان القوات الخاصة في الجيش الليبي في بنغازي انضمامها إلى العملية العسكرية التي بدأها لواء متقاعد ضد المجموعات المتطرفة على وقع اتهام السلطات له بتنفيذ «محاولة انقلاب». وقد تؤدي أعمال العنف إلى إغراق البلاد في الحرب الأهلية وتعيد إحياء الخصومات بين عشرات الميليشيات التي تنشط وفقا لما يخدم مصالحها سواء كانت إيديولوجية أم إقليمية أم قبلية. وهذه الميليشيات التي يهيمن عليها الاسلاميون تتولى تطبيق القانون في البلد منذ سقوط نظام معمر القذافي في أكتوبر 2011 لأن السلطات الانتقالية لم تتوصل بعد إلى تشكيل جيش وشرطة محترفين. وقد عمدت السلطات الجديدة إلى تهميش أو استبعاد الجنود القدامى، من ضباط أو جنود الجيش الليبي إبان نظام معمر القذافي، على الرغم من أن بعضهم شارك في الثورة التي أطاحت بهذا الأخير. وأعلنت الحكومة الليبية المؤقتة في ختام اجتماع طارئ الاثنين أنها قدمت «مبادرة وطنية» إلى المؤتمر الوطني العام تقضي بأن يدخل هذا المؤتمر في «إجازة برلمانية» حتى انتخاب برلمان جديد. وجاء في بيان صادر عن الحكومة نشر على موقعها على الانترنت أن الحكومة الموقتة إيمانًا منها ب»خطورة المرحلة الحالية من تاريخ ليبيا، ورغبة منها في تجنيب الوطن الانزلاق إلى مهاوي الاقتتال الداخلي، فإنها تتقدم إلى المؤتمر الوطني العام بمبادرة وطنية لرأب الصدع». وتابع البيان أنه «بعد انتهاء استحقاق إقرار ميزانية الدولة الليبية لسنة 2014، يدخل المؤتمر الوطني العام في إجازة برلمانية حتى يتم انتخاب البرلمان القادم وتسلم له السلطة التشريعية عند ذلك». وفي بنغازي (شرق)، أعلن قائد القوات الخاصة في الجيش الليبي الاثنين أن قواته انضمت إلى القوة شبه العسكرية التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي سبق أن أعلن شن عملية عسكرية في بنغازي واتهمته السلطات الليبية ب»محاولة انقلاب». وقال العقيد ونيس بو خماد «نحن مع معركة الكرامة التي يخوضها الجيش الوطني الليبي بكل أفرادنا وأسلحتنا»، في إشارة إلى اسم العملية التي بدأها اللواء المتقاعد حفتر الجمعة على رأس قوة شبه عسكرية في بنغازي بهدف التصدي ل»الإرهابيين». وأضاف بو خماد الذي يتمتع بتأييد كبير في صفوف الليبيين وخصوصًا سكان بنغازي أن المعركة مستمرة «حتى القضاء على الإرهاب»، مذكرًا بأن جنوده كانوا في مقدم من تصدوا للمجموعات المتطرفة في بنغازي التي سبق أن شهدت مواجهات بين القوات الخاصة والاسلاميين.