اتصلت ذات مرة بأخ كريم يطبب الناس ويدير مستشفى كبيرًا يُعد الأفضل في محافظة جدة، استفسر عن إمكانية نقل مريضة من مستشفى حكومي إلى المستشفى الذي يديره، فسألني وأجبته. قلت له إن ذوي المريضة لم يطمئنوا إلى حالها في الحكومي بالرغم من منحها سريرًا! فأسرّ لي وقال: إياك أن تفرط في السرير، فكل الأسِرّة في الحكومي والخاص مشغولة، ونادرًا ما يخلو سرير إلا وطابور من المرضى يصطفون! ذلكم هو الهمس غير الرسمي الذي يدور بين الناس، لذا لم أعجب حين تأكدت، فأصبح الهمس بالنسبة لي حقيقة. لكن عجبي انطلق إلى اتجاهٍ آخر! عن مستشفى شرق جدة كما هو الاسم على لوحة مضاءة جميلة. لماذا لم يبدأ تشغيله وقد طال انتظاره سنوات طويلة؟ هو يبدو جاهزًا من الخارج.. مبنى جميل يكسوه رخام ملوّن، مساحته جيّدة، وإن كانت على ما يظهر مواقفه محدودة في مواجهة سيل متوقع من المرضى والمراجعين وذويهم ومرافقيهم. يا وزارة الصحة هذه مشروعات حيوية ترتبط بصحة الإنسان الذي لا يكاد يجد بدائل لا حكومية ولا خاصة، فلماذا هذا التباطؤ الشديد؟ أفيدونا: هل داخل المستشفى غير خارجه؟ هل لا زلنا في انتظار الآلات والمعدات وبقية التجهيزات؟ هل لا زالت أمام المواطن فترات انتظار لإرساء مناقصات وأوامر اعتمادات وانتظار بالشهور حتى تتم التوريدات!! كنت ولا أزال أحلم منذ أمد أن أرى لوحة زاهية تنبئ عن موعد دقيق يحدد يوم بدء تشغيل المستشفى واستقبال أول المراجعين! لكن يظل الحلم حلمًا، لكني إن شاء الله من المتفائلين. والأمل أن يُحافظ على هذا المرفق في حالة أكثر من جيدة باستمرار من الداخل والخارج، فلا يشيخ في ريعان الشباب. ومع جمال المبنى لا بد من جودة التطبيب، وهي أمنية لا أعلم كيف تُقاس! ما مؤشرات أدائها؟ وما آليات التحقق من أرقامها وإحصائياتها؟ وكيف تُقارن مع الآخرين؟ رحل وزير، وأعقبه وزير، ثم رحل وزير، وأعقبه وزير مكلف، ولا يزال الصرح مغلقًا والخدمة مؤجلة والمرضى ينتظرون! وأحسب أن المواطنين جميعًا منتظرون! [email protected]