ما أن ظهر فيروس كورونا حتى ظهرت علينا أخبار عن بدايته من هنا وهناك، وتداول الناس مقطع فيديو يُوضِّح رأي مكتشفه لأول مرة، وكيف تم التعامل معه جراء إنجازه، وكذلك استضافه برنامج (يا هلا)، ووضح أيضًا ملابسات الموضوع، وكيف كان التعامل معه من قِبَل لجنة لا نعلم عن أسماء مَن فيها ومراتبهم في وزارة الصحة، لهذا يجب فتح تحقيق موسّع؛ لأن الأمراض إذا تفشّت من جرّاء عدم التعامل معها بجدية ووقاية تصبح أوبئة، خاصة تلك التي تنتقل عبر الأجهزة التنفسية؛ لأن الهواء عامل نقلها، لهذا يجب محاكمة اللجنة علنًا التي كانت سببًا في اضطهاد المكتشف للفيروس، وعدم الاكتراث بصحة المواطنين، وهذا خيانة للأمانة التي أوكلها لهم الله عز في علاه، ثم أوكلها لهم ولاة الأمر، وبالتالي وثق فيهم المواطنون. وإذا ما مر الموضوع بدون إجراء حاسم، أعتقد أنه سيكون لذلك أثر سلبي كبير على أمانة المستأمنين على صحة وخدمة المواطنين، وفي جميع القطاعات بلا استثناء. ومطلوب من وزارة الصحة في مثل هذه الحالات تبيان الحقائق وبشكل متسارع ومتتابع، وبمصداقية حول المرض، ومدى انتشاره عبر وسائل الإعلام وعلى مدار الساعة، لأن الهلع والخوف من تداول أخبار التطور للمرض وعدد الإصابات يُشكِّل بلبلة ليس لها داعٍ، وتحدث ارتباكًا، وخاصة مع سرعة تداول المعلومات سواء كانت صحيحة أو مبالغًا فيها عبر تقنية التواصل التي لا يمكن التحكم فيها، ولهذا حان عصر الصدق والمصداقية الواجبة على الجهات المسؤولة، ولا مجال لإخفاء معلومات حتى لو اعتقد البعض أن الإخفاء له أثر إيجابي، والعكس هو الصحيح، خاصة في زماننا هذا، الإخفاء له أثر سلبي كبير، وهو أرض خصبة للشائعات، والمعلومات الخاطئة، وغياب الحقيقة هو من أكبر أسباب تفشي الشائعات وتصديقها. وبمناسبة الكلام على تناقل الأخبار عبر وسائل التقنية الحديثة ووسائطها الواتس اب، والتلجرام، وغيرها -وسوف يظهر علينا الكثير منها- أن الكثير سلّموا عقولهم لغيرهم، وعطّلوها ويُصدِّقون كُل ما يُقال فيها وعبرها، بل يعيدون إرسالها، ومنها ما هو فيه قذف للآخرين بالزنا والفاحشة.. ولنا إن شاء الله تعالى مقال في هذا الشأن عمّا قريب.. وما اتّكالي إلاّ على الله، ولا أطلب أجرًا من أحد سواه. [email protected] [email protected]