طرح الأستاذ كمال عبدالقادر الصحفي والاعلامي المعروف في صفحته على الفيسبوك سؤالا عريضا وعميقا حول الصحافة الورقية ومدى فعاليتها في التأثير على المتلقي أو قدرتها على الاستمرار في العصر الرقمي؟ إلا أن السؤال الآنف تضمن سؤالا مركبًا في أحشائه نصه: "ماذا لو توقفت الصحف السعودية نهائياً ماذا سيحدث لنا؟ وهل توقف هكذا صحافة سيؤثر على التنمية والتقدم والمعرفة والحريات في المملكة؟!" وبمراجعة سريعة للتعليقات على الأسئلة السابقة ألفيت أن الغالبية العظمى ترى أن الصحافة الورقية برمّتها تعاني من تضاؤل الأهمية وإضمحلال التأثير في ظل توافر وسائل التواصل الاجتماعي المتحررة من أي قيود قد تحجر على الرأي الصائب والفكر المستنير، وفي مسار موازٍ لهذه الأدوات هناك أيضا الصحف الإلكترونية التي لا شك أنها هي الأخرى التهمت النصيب الأوفر من كعكة النشر والمقروئية خاصة وأنها تملك هامشًا أوسع من الحرية يتيح مساحة أكبر للمناورة في عرض الرأي والرأي الآخر بكل حياد وموضوعية وبحسب مبدأ مكلوهان "الوسيلة هي الرسالة" فإن الصحافة الورقية كوسيلة فقدت هيبتها وطاقتها التأثرية عندما نأت عن الموضوعية وأعرضت عن المصداقية، فغياب الصحافة الورقية وتوقفها لن يؤثر قطّ على التنمية ولا على التقدم ولن يحول دون الحصول على المعلومة او المعرفة اللتين أضحتا مشاعتين للجميع من مصادر شتى. الحديث عن الموضوعية في الإعلام المقروء مشهود وجلّنا يتذكّر على سبيل المثال لا الحصر مصطلح "الربيع العربي" الذي صكّه "مارك لينش" Marc Lynch في مقاله المنشور في مجلة "فورن بولسي" Foreign Policy في 6 يناير 2011 اذ استخدمت الصحافة الورقية في العالم العربي المصطلح وكأنه من بنات أفكارها دونما إشارة أو تنويه إلى مبتدعه أو حتى السياق الذي ورد فيه المصطلح، وللمزيد من المعرفة ومن أجل عيون الموضوعية يمكن الرجوع الى: Obama's Arab Spring [email protected]