تواترت الأخبار عن توقّف، أو هو -على الأرجح- توقيف عجلة مشروع تطوير، عن الدوران!! ومشروع تطوير التعليم «تطوير» الذي لم تبخل الدولة عن ضخ مبلغ ينوف عن 6 مليارات ريال كميزانية لمشروع طموح وواعد، يُعوّل عليه إنقاذ التعليم العام من تهافت مكوناته المعرفية، وتداعي هياكله التنظيمية، التي تمحورت جهود القائمين عليها، ولعقود متتالية، على ضخ المعارف، ونقل التراث من جيل إلى آخر دون أدنى مساءلة، أو تمحيص، أو حتى تفكير ناقد، أو ناقض من جهة المتعلّم (المتلقي)، ومعلوم بالضرورة أنه في السياق التربوي، الإجابة عن السؤال التقليدي: ماذا أعرف؟! لا تتطلّب أي مجهود فكري، أي ليس ثمة توظيف فاعل للقدرات العقلية العليا التي تتطلّب التحليل، والتركيب، والتقويم. فعندما تقول: ماذا أعرف عن....؟! لابد وأن تردف ذلك بالأسئلة الأهم من مثل: لماذا أعرف؟ وبماذا أعرف؟ وكيف أعرف؟ وإذا عرفت، كيف يمكن لي استثمار المعرفة لما تعلمت في الحياة والعمل و.... و.... إن فلسفة علّمني كيف أتعلّم تروم إجراء إصلاحات جذرية لمنظومة التعليم العام في المملكة.. ومشروع «تطوير» الطموح والواعد الذي سيُعاد النظر فيه لتقويم سيره ومسيرته!! يحتاج إلى وقفة متأنية، تُعيد صياغة رؤية ورسالة وغايات المشروع، وتأطيرها على نحو يحقق نواتج تتمثل في مخرجات مدججة بكفايات ومهارات تتناسب والقرن الحادي والعشرين، مثل كفايات التفكير الناقد والإبداعي، القدرة على حل المشكلات، الوعي المعلوماتي (الرقمي)، القدرة على التواصل (الحوار) مع الآخرين، إرساء قيم التعاون والمشاركة. لكي ينجح مشروع «تطوير» لابد من تغيير العجلة، لا تزييتها!! * ضوء: (إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة) [email protected]