سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ولي "ولي" العهد .. مطلب وطني باستقراء لما وراء نص القرار فإني أُصنِّفه واحداً من القرارات التاريخية للملك عبد الله – يحفظه الله – في مسيرته القيادية للحفاظ على كيان الدولة من الاهتزاز ، وإبعادها عن شبح التشتت والتشرذم
img src="http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/04_705.jpg" alt="ولي "ولي" العهد .. مطلب وطني" title="ولي "ولي" العهد .. مطلب وطني" width="100" height="120" / جاء الأمر الملكي الكريم بتعيين الأمير مقرن بن عبد العزيز " وليِّاً لولي العهد " متضمناً بدائل تمثلت في حال خلو منصب ولي العهد أو منصبي الملك وولي العهد فتتم حينها مبايعة الأمير مقرن ملكاً ، وزيادة في الإيضاح عن الإرادة الملكية فقد أكد القرار أنه لا يجوز تعديله أو تبديله بأي صورة كانت ومن أي كائن كان - أقول - جاء في وقت كان الجميع ينتظره ، فأسكت المجتهدين وألجم المنتفعين ، ووضع حداً للمحللين الذين ما فتئوا يضعون بدائل لانتقال السلطة بشكل سِلمي من الصف الأول من الأسُرة المالكة إلى الصف الثاني منها . وباستقراء لما وراء نص القرار فإني أُصنِّفه واحداً من القرارات التاريخية للملك عبد الله – يحفظه الله – في مسيرته القيادية للحفاظ على كيان الدولة من الاهتزاز ، وإبعادها عن شبح التشتت والتشرذم الذي غالباً ما تولِّده قِصر الرؤية ، ومحدودية بُعد النظر في قراءة مُعطيات الواقع ، والقدرة على استشراف المستقبل في ظل التحولات الجذرية - فكراً وممارسة - على المستويين الفردي والرسمي ؛ لذا فإن الوضوح في تنظيم شئون الدولة كان هاجساً كبيراً ، ومُقلقاً لكل مُحب لوطنه ، ومحافظاً على مُقدراته المادية والمعنوية التي أسست لها حِقبة زمنية بُذلت فيها جهود كبيرة من أجيال متتابعة ، وخطا الوطن خلالها باتجاه التحديث خطوات جبَّارة حتى أضحت التراكمية منهجاً يُساهم فيها جميع أبنائه بلا استثناء – كل حسب قدراته العقلية وإمكاناته المهنية . أما طرف المُعادلة الحاقد سواءً أكان من بعض أبناء الوطن غير الواعين لخطورة ممارساتهم الكتابية ، والتي قرأت بعضاً منها كردة فعل على القرار في تويتر مساء أمس الأول ووجدت فيها – للأسف الشديد – تغييباً فاضحاً للمصالح العُليا للوطن ، وانسياقاً مُخلاً وراء تحليلات هدفها دنيء وسريرتها ملوثة ؛ فالواجب عليهم أن يكونوا مِثالاً للمواطنة الصادقة المُحافظة على كينونة حِماها ، وذلك بتوظيف تغريداتهم باتجاه تعزيز اللُحمة الوطنية ، وتأييد ما صدر عن القيادة من إجراء هدفه حماية الوطن من تداعيات سيكون الجميع – لا قدر الله – حطبها الذي تُوقد به فتنة لا تُحمد عقباها ، مبتعدين كل البعد عن توزيع الاتهامات التي فسروا من خلالها تأييد الكثير للقرار بتفسيرات لا تمت للواقع بصلة ، وكُنت أتمنى عليهم النظر إليه على أنه إعلاءٌ لمصالح الأمة ودعمٌ لمسيرة الوطن ، أم كان من المأجورين الحاقدين على أمن واستقرار هذا البلد ممن وظَّف سهام نقده ، وأخذ يوزع زُعاف قلمه بالتقليل من أهمية القرار ، بل وصل الأمر ببعضهم لتنصيب نفسه وصيِّاً على إسداء الآليِّة التي يجب أن يكون عليها ترتيب الحكم ، ولم يدر في خلده أن نواياه مكشوفة ، ومساعيه مرفوضة ؛ لأن الوطن ورجالاته المُخلصين قادرون – بإذن الله – على صياغة حاضره وضمان مُستقبله ؛ فهم امتداد لأجداد وآباء قاسموا الوطن تفاصيل رحلته من التأسيس وما صاحبها من شظف في العيش ليتركوا لأبنائهم من خلفهم إرثاً يفاخرون به إذا تنادى الناس بأوطانهم . الوطن : عِزَّة وكرامة .. يجب أن نعي هذا تماماً ؛ فمتى ما أُنتهك الوطن فسيتبعه إهدار للعِّزة ، وتمريغ للكرامة ، عندها لا ينفع الصوت مهما علا ، ولن يُفيد التناصح مهما كَثُر ، فهذه دعوة مُحب لوطنه حد النخاع بأن تتضافر جهود الجميع مع كل ما يُعلي من شأن وطننا والحفاظ على مكتسباته ، والعمل على المساهمة الفاعلة في تمتين بنائه . [email protected]