خلال سنوات قليلة يتوقع أن يتم تشغيل أنظمة متطورة للنقل العام في عدة مدن كبيرة في المملكة منها الرياض ثم مكةالمكرمةوجدة، وربما لاحقاً المدينةالمنورة والدمام. المبالغ المرصودة ستتجاوز 200 مليار ريال، وربما قاربت 250 مليار ريال. وأما الحديث فكله منصبٌّ على طول الخطوط التي ستغطيها شبكات المترو وتوزيعاتها وجودتها ومحاسنها، وكذلك عدد الحافلات الحديثة التي ستغطي المناطق التي لا يصلها المترو وأطوال خطوطها وعدد رحلاتها إلى آخر القائمة. لكني شخصياً لم أطلع على دراسة موثوقة تتنبأ عن مدى تفاعل المواطن مع هذه الوسائل العامة المتطورة! كيف سيكون الإقبال عليها؟ جيد! ممتاز! ضعيف! كيف يمكن التعاطي مع حالات استقبالها بفتور واستخدامها بندرة؟ هل سيحافظ المواطن أو المقيم على مركبات المترو، أو مقاعد الحافلات على نحو حضاري جميل، أم سيتعامل معها كما المرافق الأخرى التي أنشأتها الدولة، ومنها على سبيل المثال الواجهة البحرية الجميلة التي بادرت أمانة محافظة جدة إلى تنفيذها فما لبثت أن تعرضت لتدمير وتخريب غير مقبول ولا معقول! طبعاً المحافظة على هذه الوسائل الحديثة أهم من شدة الإقبال عليها في البداية لأن إهمالها وتعريضها للتخريب والإفساد سيحد تلقائياً من الإقبال عليها، لتكون المحصلة (كأنك يا زيد ما غزيت)، ولتُهدر المليارات دون عائد مجدٍ يبرر إنفاقها. مهم جداً أن تقيم مبنى جميلاً رائعاً، لكن الأهم أن تحافظ عليه باستمرار! وكذلك فإن الأهم من وسائل النقل الحديثة أن تظل باستمرار في حالة جيدة سليمة من العبث والتخريب. وبالنسبة للإقبال على وسائل النقل هذه، أقترح وضع مؤشرات أولية مبنية على استبانات تستفتي المواطنين والمقيمين عن مدى استعدادهم لركن السيارة جانباً والتنقل بالمترو والحافلة، والتعريف بفضائل هذه الوسائل الحديثة التي سبقنا إليها معظم دول العالم المتقدمة والمتأخرة. السؤال الأخير: هل من (أدوية) جاهزة سيتم اللجوء إليها لدفع الناس إلى الحافلات والقاطرات؟ هل سيتم مثلاً تحرير أسعار الوقود؟ أم هل ستُفرض رسوم باهظة على استخدام السيارات بشكل مفرط شبيه بوضعنا اليوم! خوفي أن لا تكون النتائج مرضية ولا الأهداف متحققة! [email protected]