منذ أكثر من ست سنوات دعانا الأخ الكبير والأستاذ القدير العم وهيب بن زقر يرحمه الله الى منزله للمشاركة في حوار مفتوح مع وزير النقل كعادته يرحمه الله في حرصه على تفعيل التواصل بين فعاليات ومثقفي المجتمع والمسئولين ، وأتذكر حينها بان معالي الوزير قد أمطر بالكثير من الأسئلة والاستفسارات عن ظاهرة الازدحام والاختناقات المرورية التي تعاني منها العروس وعما إذا كانت الوزارة لديها خطط وبرامج لمعالجة هذه الظاهرة وتفضل معاليه بان ذكر بان الوزارة في صدد التعاقد مع شركة أوروبية لدراسة موضوع النقل بمدينة جدة ووضع الحلول لمعالجة هذه المشكلة وأثناء الحوار تساءل معاليه عن مدى تقبل قاطني جدة لاستخدام وسائل النقل العامة (الباصات) وأجيب بأنه في حال تطوير هذه الخدمة وتحسينها فان الكثير من سكان المدينة ومن مختلف الشرائح سيرحبون بها و باستخدامها ..... مرت السنوات الست وتفاقم الوضع من سيئ إلى أسوأ ، لم نسمع او نلمس نتائج وحلولا لدراسات تلك الشركة وغيرها حتى غدت هذه الاختناقات تؤرق حياة الجميع في هذه المدينة الحزينة الجميلة .... نفكر ألف مرة قبل ان نحرك سياراتنا لقضاء غرض عملي او واجب اجتماعي ... نعتذر عن المناسبات الاجتماعية ... نتقاعس عن الذهاب لاعمالنا الخاصة ... نقصر في زياراتنا العائلية ، وإذا فرض واضطررنا إلى مغادرة المنزل لموعد هام فعلينا الاحتياط بأكثر من ساعة وربما ساعتين في عطل نهاية الاسبوع للوصول إلى بعض المناطق .... الوصول إلى مكةالمكرمة ارحم واقصر وقتا .... ان هذه الظاهرة بما تسببه من ضغط نفسي ومعنوي وكآبة ، وهدر للوقت ، وخسارة للمال الخاص والعام ، وتفشي الكسل والخمول ، لجديرة بأن يؤخذ علاجها بشكل عاجل وجدي وبوصفة سريعة قبل أن نجد أنفسنا نصل لأعمالنا بأقدامنا قبل مركباتنا ...وريثما تنتهي دراسات النقل ويتم تنفيذها فهناك عدة أفكار مجتمعة يمكن أن تساعد في تخفيف المعاناة : إنشاء شركة للنقل المتطور ويمكن ان يطلق عليها ( شركة جدة للنقل المتطور ) هدفها توفير أسطول من الحافلات الحديثة والمتطورة تغطي جميع مناطق مدينة جدة بما يكفل نقل مئات الآلاف من المواطنين والمقيمين يوميا مع إنشاء محطات رئيسة وفرعية متعددة تكون مريحة ومكيفة مع ضمان جدولة رحلاتها وفق مواعيد محددة توضع وتعلق على لوحات إرشادية داخل محطات الانتظار ، ويمكن أن تتبنى وزارة النقل ترتيب إنشاء هذه الشركة من خلال دعوة الشركات الوطنية الرائدة في هذا المجال للمساهمة بانشائها إشراك اصحاب ( الأنيسات) القديمة في هذه الشركة باستبدالها بحافلات الشركة الحديثة مع تخصيص نسبة لهم فيها وضمان توظيفهم كسائقين تقديرا وتعويضا لهم حث وزارة التربية والتعليم على تفعيل النقل المدرسي (بنين وبنات ) للمدارس الحكومية من خلال توفير نقلهم عبر أسطول الشركة المقترحة او الشركات الوطنية الناقلة التي تزخر باعداد ضخمة من الحافلات التي لاتستخدم إلا في موسم الحج إن من شأن هذه الأفكار -لو طبقت - الحد من استخدام النقل الخاص من سيارات ومركبات في التنقلات لفئات كثيرة من المجتمع ..موظفين ..طلاب مدارس وجامعات ...فنيين وحرفيين ...وغيرهم, مما يقلص حركة عشرات الآلاف من السيارات وبالتالي يتيح انسياب الحركة المرورية ويعالج الاختناقات كما يساهم في المحافظة على البيئة لتقلص عوادم السيارات في الطرقات إن تبني مثل هذه المقترحات لاتنفي الحاجة أيضا إلى وسائل أخرى كإنشاء شبكة متكاملة من قطارات المترو تغطي جميع أرجاء مدينة جدة مستقبلا تتوازى وتتكامل مع هذا المقترح ...الآمال معقودة والتطلعات قائمة ... والتنفيذ قادم .. بتصميم القيادة الحكيمة وهمة وطموح الشباب ولمَ لا ؟