من وجهة نظري الخاصة، فإن (عيدية) رمضان هذا العام جعلت العيد عيدين، والبسمة بسمتين. إنها بشرى قرار مجلس الوزراء الموقر الذي صدر مساء الاثنين الماضي من رحاب بيت الله الحرام. إنه قرار الموافقة على تنفيذ مشروع النقل العام في العاصمة المقدسة. ومن أهم ملامحه التي ذٌكرت في نص القرار (إنشاء شبكة قطارات مترو تغطي كامل مكةالمكرمة/ مكونة من 4 خطوط رئيسة يبلغ مجموع أطوالها بعد اكتمالها 182 كيلو مترا، وتشتمل على 88 محطة)، وكذلك (إنشاء شبكات حافلات محلية لا يصلها المترو بأطوال 65 كم)، وأخرى سريعة تغذي محطات القطارات بإجمالي أطوال تبلغ 60 كم. أما إجمالي قيمة المشروع فتبلغ 62 مليار ريال موزعة على 3 مراحل، ستكلف أولاها 25 مليارا ونصف المليار، وستستغرق 3 سنوات. وفي عدد الأربعاء 27 رمضان من هذه الصحيفة، أوضح معالي أمين العاصمة المقدسة بعض التفاصيل المهمة عن مسارات هذه الخطوط الأربعة واتجاهاتها وعدد المحطات التي ستُنشأ على كل منها، وكذلك خطوط الحافلات السريعة والمحلية، وذكر بأن هذه الشبكة الهائلة ستغطي العاصمة المقدسة وضواحيها حسب المخطط الهيكلي المعتمد حتى عام 1462ه. هذه عيدية مستحقة لكل مواطن ومقيم، فالخير الذي يصيب مكةالمكرمة يعم كل أرجاء الوطن لأن للبيت الحرام في فؤاد كل منا نصيباً. ما منا إلا ويصوب وجهه إلى البلد الأمين معتمرا أو زائرا أو حاجاً. ولا أبالغ إن عممّت، فقلت إنها عيدية لكل مسلم على وجه البسيطة، فمكة مهوى له وإن طال البعد زمنا. ولأنها أحب البقاع إلى الله، وإلى كل من آمن بالله، فإن اشتداد الضغط على مرافقها وشوارعها وطرقاتها هائل وكبير، بل وينمو بصورة كبيرة كل عام، وما عاد الوضع يحتمل مزيدا من التأخير. شكر بالغ للقيادة الحكيمة اعتمادها لهذا المشروع الحضاري الكبير، والشكر موصول لسمو أمير المنطقة حرصه واهتمامه ومتابعته. وشكر خاص لمعالي أمين العاصمة المقدسة وكامل الفريق الذي عمل بصمت ليقدم لنا هذه المفاجأة السارة، وهذا الإنجاز الذي نحلم به واقعا بعد عدد سنين. [email protected]