مر قرابة عام كامل على كارثة سيول جدة، ومع ذلك لم تتم إزالة مخلفات السيول في بعض أرجاء (قويزة) حتى هذه اللحظة! الصورة التي نشرتها الصحف المحلية لم تخف شيئًا، بل وفرت آلاف الكلمات وعشرات التقارير التي ربما تحجج المسؤول، فزعم أنه لم يعلم عنها شيئًا. ليس هذا وقت الملامة، فلقد دبت كل صور الإحباط لدى المراقب البعيد، فكيف بمن يعيش هذه الحالة لمدة عام كامل.. أكوام من المخلفات والأتربة وصهاريج الماء المحطمة وإطارات السيارات. طرق غير صالحة للاستخدام الآدمي يسير عليها الأبناء والبنات في طريقهم إلى ومن المدارس. هل يجوز ذلك أيها العقلاء؟ وأيها المسؤولون؟ وأيها المصلحون؟ أي ولاء ينتظره الوطن من شاب صغير وهو يعايش هذه المناظر المؤذية للعين والقلب والصحة يوميًا؟ كيف يحتفل شاب أو شابة بيوم الوطن على أنقاض مخلفات الإهمال واللّامبالاة.. يراها كل يوم، ويمر من فوقها كل يوم؟! أنظروا فقط للصورة التي تصدرت الصفحة 5 من عدد السبت الماضي من هذه الصحيفة لتدركوا حجم الإهمال الذي تعاني منه الأحياء الفقيرة في جدة وغيرها من مدن المملكة! هذه المناظر يراها البعيد والقريب، والمواطن وغير المواطن، والسائح والمقيم، فهل تلك يا ترى هي الصورة التي نريدها أن تختلط بصور أخرى من التقدم والحضارة والرقي التي لا نتأخر عادة عن الدندنة حولها والمباهاة بها؟! وإذا عجزت الجهة الرسمية المسؤولة عن إزالة هذه المخلفات، فهل يعجز المجتمع بأسره عن المساهمة في إنجاز هذا العمل الجليل! أين أبناؤنا المتطوعون الذين لو ساهم كل منهم ب (كريك) لما بقي من المخلفات شيئًا؟ وأين الموسرون الذين لو أسهموا بفتات الفتات من أموالهم لما عاش الأطفال والمراهقون هذه المأساة كل يوم على مدى عام كامل؟ وأين التشريعات التي تتيح قيام مؤسسات للمجتمع المدني تقدم هذه الخدمات وأمثالها على أساس من التنظيم والتنسيق وتحت غطاء من الثقة والالتزام؟! أين الكلمات الجميلة والمزاعم الرائعة والقصائد المدبجة؟ لماذا تسقط شعاراتنا عند أول اختبار جاد، تمامًا كما تفعل منتخباتنا الكروية الرياضية والأولمبية التعليمية؟!. [email protected]