* الأستاذة الدكتورة سميرة بنت إبراهيم بن مصطفى إسلام، عالمة سعودية تجاوزت سمعتها الحدود القريبة والبعيدة، وهي علامة فارقة في المسيرة العلمية والتربوية ليس للمرأة السعودية فحسب، بل للإنسان السعودي بوجه عام، كانت أول مواطنة من بلادي تنال شهادة الدكتوراة في مجال علمي دقيق ومتخصص يعرف ب (الفارماكولوجي) (علم الأدوية) عام 1981م، وأول من أحرز رتبة الأستاذية العلمية بين رجال ونساء هذا الوطن. * ورغم معرفتي بجزء غير يسير من تاريخ الأسرة الكريمة، باعتبار أن والدها العم الشيخ إبراهيم إسلام رحمه الله كانت له مكانة الوالد عندي، وكان صديقًا حميمًا لسيدي الوالد وعديلًا له، لكنني اضطررت أن استقي معلومات أكثر تفصيلًا عنها عبر (الشبكة العنكبوتية) فخرجت بحصاد مذهل عن سيرتها، اقتبس منه باختصار السطور التالية (مع شيء من التصرف). * تخرجت الدكتورة سميرة إسلام من جامعة الإسكندرية متخصصة في علم الأدوية ثم أكملت أبحاثها في ذات المجال بكلية طب سانت ماري في جامعة لندن مركزة على التصنيف الجيني للمجتمع السعودي، ويعتبر بحثها عن هذا الموضوع الأول من نوعه في المراجع العلمية المتخصصة، ثم حصلت عام (1970) على درجة (دكتوراة الفلسفة) في العلوم الصيدلية وعملت رئيسة لوحدة قياس ومراقبة الأدوية في مركز الملك فهد للبحوث الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز خلال الفترة من (1971- 2003م) وكانت عضو هيئة تدريس في الجامعة نفسها، ثم شغلت منصب (مستشار إقليمي) في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لبرنامج الأدوية الأساسية. * وهي أول سيدة وثاني شخصية سعودية تتولى منصبًا رسميًا في منظمة الصحة العالمية (1418- 1420ه) (1998- 2000م) وعميدة مؤسسة لكلية عفت الأهلية للبنات بجدة، أول كلية أهلية جامعية للفتيات، وصاحب ذلك تأسيس أقسام الكيمياء والفيزياء والأحياء والرياضيات في كلية التربية بفرع جامعة الملك عبدالعزيز في مكةالمكرمة، وتم تأسيس اعتماد الدراسات النظامية للطالبات في الجامعة بعد أن كانت الدراسات فيها بالانتساب والدراسات المسائية فقط. * واستحدثت أيضًا كلية العلوم للطالبات ضمن منشآت كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز، وعكفت الدكتورة سميرة على تطويرها حتى أصبحت كلية مستقلة، وأجرت أبحاثًا عديدة في مجال مراقبة الدواء بدم المرضى آخذة في الاعتبار تأثير الصفات الوراثية والعوامل البيئية التي تميز مفعول الدواء في العديد من الأدوية، ونشرت من الأبحاث ما يزيد على (75) بحثًا منها (32) في المجلات العلمية المحكَّمة. * وبعد، فما سبق ذكره عن العالمة الدكتورة سميرة إبراهيم إسلام، هو غيض من فيض مما يستحق أن يخرج في بحث مستقل، ولذا، فإنها تستحق التكريم المعنوي في أكثر من مكان وزمان، وقد تأهلت للتكريم محليًا وعربيًا وعالميًا في أكثر من مناسبة، كما تشهد بذلك سيرتها العلمية، وكانت وما برحت تبذل من الجهود أقصاها وأقساها لخدمة تخصصها في (علوم الأدوية) وفي سواها من مجالات الطب ذات الصلة، وقدمت العديد من الأبحاث على أكثر من صعيد داخلي ودولي، وسخرت خبراتها على المستوى العالمي لخدمة مؤسسة عملاقة مثل (اليونسكو)، وما برحت حتى الآن تشارك بأبحاثها ومحاضراتها وحضورها في أكثر من منتدى علمي، داخل المملكة وخارجها، إثراءً لتخصصها أولًا، ولصحة الإنسان العربي، بوجه عام. * نرجو الله أن يمد في عمرها قوة وعافية لتكمل مشوارها العلمي والعملي الجليل خدمة للمعرفة الطبية المتخصصة ولهذا الوطن الغالي.