سمعت البلاد وطرب العباد عن الإعلان الضخم الذي ُذكر فيه اتحاد شركات الاستقدام الكبرى تحت شركة واحدة، يُقدر رأس مالها بالمليارات، وأنَّ هذه الشركة سوف تعمل على راحة المواطن وخدمته، بعد رحلة العذاب مع العمالة الوافدة التي أتعبته نفسيًّا وماديًّا، لكَّننا سمعنا جعجعة ولم نرَ طحنًا بَعد، فالأمور تسير سير السلحفاة، هذا إذا كان الموضوع قد وُلد صحيحًا على أرض الواقع، ولم يُولد مشوهًّا فيحتاج إلى علاجات وعمليات جراحية لا ندري أين منتهاها؟ فنُعزّىَ بعد طول انتظار بوفاة المولود. ان التلاعب الحاصل من بعض مكاتب الاستقدام التي استغلت أوضاع ترحيل العمالة المخالفة وحاجة المواطن إلى خادمة منزلية لأمه المتعبة أو لزوجة كثيرة العيال أو تلك العاملة أو المريضة يجب على وزارة العمل الوقوف في وجهه ومحاسبة تلك المكاتب على هذا التلاعب.. وحتى يقع الأمر في يد الوزارة ها أنا أسرد الوضع المأساوي الذي يعيشه المواطن. فقد هالني ما رأيت وما سمعت عن بعض مكاتب الاستقدام المصرَّح لها والمشهورة والمعروفة في جدة، التي شرعت تطلب مهر عروس للخادمة، ثمانية عشر ألفًا للخادمة السيرلانكية!!! كذلك وصلت رسوم الخادمات للجنسيات الأخرى ما بين ثلاثة عشر ألفًا إلى ستة عشر ألفًا هذا غير الألفين ثمن التأشيرة. ولم أكن لأصدق مثل هذه الهرطقات لولا أنني كنت حاضرة لها استمع لأختي وهي تتواصل مع العديد من مكاتب الاستقدام. ويحق للناس أن تتكاثر أقوالهم في الشروط التعجيزية الموضوعة للخادمة، ولا نعلم الصحيح منها من الكاذب في ظل تكتم الجهات المعنية، وسكوتها على جشع أصحاب المكاتب. فإذا كانت وزارة العمل غير راضية فعلًا عن هذا الاستغلال البشع من بعض مكاتب الاستقدام، لماذا لا تضع رقما مجانياّ مُعلنًا لاستقبال الشكاوى من المواطنين، وتضعه في جميع الأوراق الرسمية للوزارة، بل تُجبر مكاتب الاستقدام على وضعه في مكاتبها، وفي مكان بارز، ومن لا يضعه يُعدُّ ذلك شاهدًا صريحًا على استغلاله، ويُغلق مكتبه. بل، لماذا تنتظر وزارة العمل أن يبادر المواطن بالشكوى؟ فالأداء المتميز هو أن تبحث الوزارة عن المشكلات وتحلها قبل أن تصل للمواطن، أعتقد لو انَّ مسؤولًا واحدًا بالوزارة صرف نصف ساعة من وقته، واتصل بتلك المكاتب لسمع بأذنيه شكوى الكثير من المواطنين وكفاهم معاناة الجري اللاهث خلف شكواهم. نحن ننتظر من وزارة العمل وجميع الجهات المعنية أن تتخذ موقفًا شجاعًا ونبيلاّ ضد هذا الجشع الذي يُمارس في حق المواطن جهارًا نهارًا من قبل بعض مكاتب الاستقدام المرخص لها التي استغلت هذا التصريح وهذه الثقة. [email protected]