هذا ما تعلمناه وعرفناه منذ سنوات الدراسة الأولى .. لكن أين هي النظافة في بلادنا ؟... وأين ما أمرنا به ديننا الحنيف ؟.. في الواقع نحن أعداءٌ للنظافة ..نحاربها بكلّ الطرق ... ونتجنّبها ، ونعتبرها مهمّة ثقيلة . وحين نسافر إلى خارج بلادنا ننبهربالنّظافة التي نراها هناك ، ونشعربالانتعاش بسبب روائحها التي تعبق في الأجواء . النظافة الفائقة التي تعجبنا هناك نفتقدها هنا في بلادنا لأنّنا نكسل عن تطبيقها ، أو لإنّنا لانهتمّ بذلك . النظافة جمالٌ وبهجة وراحة نفس ... فلماذا نهملها هكذا؟.. النظافة واجبٌ علينا جميعًا،وعلينا جميعا المحافظة عليها دون حاجة إلى من ينبّهنا إلى ذلك ،أو يعاقبنا على رميْ أقذارنا في الشوارع والشّواطئ .... نظافة البيئة وسلامتها وحمايتها وجمالها تبدأ بفردٍ قادر على الممارسات السليمة وتطبيق القواعد الصحيحة ... لكن من يربّي هذا الفرد وينشئه ؟..لا شكَّ أنَّ مؤسساتنا جميعاً مسؤولة عن التقصير في ذلك. بل إنّنا كلّنا مسؤولون عن تقديم القدوة الطيّبة ونشر العادات السليمة لكيْ نكون تلك الأمَّة المسلمة التي من صفاتها المحافظة على النظافة والاهتمام بها . إهمالنا للنظافة أمرٌ لايليق بنا وتقصيرٌ خطير .. فمن الملوم؟ في رأيي أنّ الإعلام يتحمََّل الجزء الأكبر من اللّوم ، فهناك تقصيرٌ في بعض وسائل الإعلام ؛ فالبرامج الإعلاميَّة غير مدروسة ، والإهتمام بالمواضيع ينصبّ على أمور بعيدة عمّا يحتاجه الوطن فعليَّا.. التعليم في مدارسنا كذلك لايشجّع على الممارسات السّليمة اللّائقة والمتمدَّنة ؟... والقدوة في مدارسنا وبيوتنا مع الأسف مفقودة . وما دمنا لانلتزم بالنظافة من ذات أنفسنا فيجب أن توضع القوانين التي تمنع بشكل صارم توسيخ الأماكن العامَّة والشّوارع والحدائق ، وترغم المواطنين على العناية بالبيئة والمحافظة عليها. فما عدا تلك الجملة الشهيرة :النّظافة من الإيمان لاتوجد لدينا أيّ إشارة أو تنبيه إلى وجوب المحافظة على النظافة في الفصل .. في السّاحات المدرسيّة ..وفي السوق ..والمطاعم .. وبشكلٍ خاص في دورات المياه العامّة الّتي يثير منظرها الخجل والأسى في نفس من يضطر لاستعمالها . بشكل عام فالثقافة البيئية لدينا شبه مفقودة ..فليس هناك من يوجَّه المواطنين أو يرشدهم إلى كيفية المحافظة على البيئة، وهذا أمرٌ محزن فعلاً،فالعناية بالبيئة والحرص على مافيها ، ومنها النظافة هو من الأمورالتي تحْيي الإنسان وتجدِّد نشاطه، وتجعل الحياة تبدو أجمل وأكثرغنىً . العالم كلُّه يهتمُّ بالبيئة ويحرص على نقائها ونظافتها ،ماعدانا نحن ، في حين كان يجب أن نكون الأكثراهتماماً بها ، والأحرص عليها كشعبٍ مسلم ، لأنها من وصايا وتعاليم ديننا الحنيف .