لا لا ... لا أقصد سمو محافظنا المحبوب أطال الله في عمره .. إنه أنت أخي المواطن "المحافظ" على نظافة محافظته من القاذورات والأوساخ .. والتعدي على مرافقها العامة وطرقاتها وجدرانها وتخريب مشاريعها .. للأسف هنالك بعض التصرفات المحسوبة على زمرة من الناس .. تسيئ إلى المجتمع وتشوه المظهر الحضاري .. وتفصح بتدني مستوى الرقي والحضارة لديهم ، وتعكس حالة تدني الوعي والحس الديني والوطني والإجتماعي في وجدانهم . عبر تعمدهم .. رمي القاذورات في الطرقات .. والخربشة على جدران المنشئات .. وكسر فوانيس الحدائق .. وقلع الأرصفة .. وقفل تيارات الكهرباء .. والعبث بالأماكن العامة .. وتدمير المرافق .. وإتلاف وسائل المواصلات.. وتوسيخ الحدائق .. وتحطيم الأسوار ، إلخ ... إن الله سبحانه وتعالى حرم الإعتداء على مال الغير بأي نوع من العدوان وجعله ظلماً ، وحرم علينا الإعتداء على الممتلكات العامة .. وحكومتنا الرشيدة حفظها الله في هذه البلاد تسعى دوماً من خلال أجهزتها المختلفة إلى تحقيق مزيد من الرفاهية والعيش الكريم للمواطن والمقيم .. وأولت اهتماماً كبيراً بإنشاء الكثير من المرافق العامة كالمساجد .. والمدارس .. والمستشفيات .. والملاعب الرياضية .. والحدائق العامة .. والمكتبات .. والطرق والجسور .. وغيرها . وأنفقت بلايين الريالات على هذه المشروعات الضخمة في معظم مدن المملكة ومحافظاتها ، لتحقق المزيد من الراحة والرفاهية للمواطن ، وقامت بواجبها خير قيام تجاه أبنائها من المواطنين . لذا فإن واجبنا نحن المواطنين المحافظة على هذه المكتسبات ، وأن نقدر نعمة الله بما مًن به علينا من توافر هذه المرافق في كل مدننا ومحافظاتنا ، فالمساس بهذه المرافق ، يعد هدر للمال العام .. وتعطيل منافعها .. وهذه المرافق ملك للجميع .. والإساءة إليها يعد هدراً لحق الجميع . تصور يا أخي المواطن " المحافظ " لو ذهبت في يوم من الأيام مع أهلك إلى إحدى الحدائق أو المتنزهات ، ورأيت القمامات مبعثرة في الأرض .. والروائح الكريهة تنبعث منها.. ماذا سيكون شعورك في تلك اللحظات ؟ ومما ادهشني في بعض المواقف أنني كنت لدى إحدى الإشارات المرورية بالمحافظة وأنا واقف انتظر الإشارة كي تفتح ، فتعمد أحدهم رمي نفايات وجبة عشاءه بشكل عشوائي في الشارع وهو من فئة الشباب "المراجيج" ، وكان بجواري ، فسألته : لماذا لا تنتظر حتى تفتح الإشارة وتجد أقرب حاوية للنفايات وتقوم بوضعها بها ، بدلاً من توسيخ الشارع وجعل مظهره مشوهاً ، فأجاب : وش دخلك "بلهجة عنيفة" فقلت : هداك الله .. ألا تعلم أن ذلك يرهق الدولة ويكلفها أموالاً طائلة إذا كان أنت وأمثالك يفعل مثل هذا الشيئ في كل طريق وكل شارع من بلادنا ، فأجاب : الدولة قوية وبإمكانها وضع كل متر عامل نظافة " يقولها ساخراً" ، فذكرت له : أن فوق ذلك ديننا يحثنا على النظافة وإماطة الأذى عن الطريق ، ووطنيتنا تدفعنا للحفاظ على مظهر بلادنا .. ففتحت الإشارة وأنا أتحدث وانطلق " فيا عيباه على هكذا مواطن لا يعي قيمة وطنه " . أليس من الواجب علينا كمواطنين أن نعي قيمة هذه الثروات ؟ وأن نقدم الشكر لحكومتنا الرشيدة حرسها الله على ما تبذله في سبيل توفير الخدمات للمواطنين .. حيث عملت على قدم وساق لكي تبقي المواطن السعودي في رقي وتقدم وإزدهار ! يجب علينا جميعاً التعاضد صفاً واحداً لحماية هذه المقدرات ، وعلى الوالدين في كل منزل أن يشعرا أولادهما بأهمية الممتلكات العامة وأنها وجدت من أجلهم ويجب المحافظة عليها والدفاع عنها في كل زمان ومكان ليستفيدوا منها ويستفيد غيرهم . ختاماً لا يسعني إلا أن أدعوا الله بقلب خالص بأن يديم على قائدنا الفذ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز النصر والتمكين ، وأن يحفظه من كل سوء ومكروه ، وأن يسبغ عليه موفور الصحة والعافية دوماً وأبداً . محب الوطن : محمد بن عبدالله بن سعد آل فهيد مركز نعجان بمحافظة الخرج