لقد خطت المملكة العربية السعودية خطوة كبيرة في مجال العلم والتعليم والأخذ بأسباب الحضارة والرقي والوصول إلى مصاف الدول المتقدمة حضارياً وتجارياً وتقنياً وثقافة وحواراً ومجتمعاً. ومن الملاحظ أنه في الدول الغربية المحافظة على المرافق العامة وخصوصاً في الجامعات وأماكن التعليم فنجد جامعة قد أنشئت منذ عشرات السنين ومع ذلك لا تلاحظ عليها ولم تظهر عليها علامات الخراب لأن استخدامها بطريقة سليمة وعدم العبث في تلك المرافق أيا كانت وكذلك الشيء الأهم والأساسي في هذا الموضوع هي تلك الصيانة الدورية التي من شأنها البقاء على الممتلكات والمنشآت بكامل سلامتها ونظافتها ليتسنى للأجيال القادمة الاستفادة منها ومن كافة المرافق الأخرى وكأنها أنشئت حديثاً ، إن المصيبة الكبرى من الداء العضال هو أن تنشأ منشأة وتكلف الملايين من الريالات وبكل اتقان واحتراف ومن ثم لا تراعى ولا تهتم بالصيانة التي تبقيها كما هي لسنوات أطول ولأبعد وأقصى مدة ممكنة والتي بدورها تخدم أجيالاً تعقب أجيال. ولكن كثير من تلك الشركات والمؤسسات التي تقوم بصيانة المجمعات والمنشآت ليس لديها الاخلاص في العمل والاتقان فيه وإذا ترك لهم الأمر بكامل الأريحية فسرعان ما تظهر عليه علامات الاهمال والتقصير لذا لابد من وجود رقابة دائمة ومتواجدة بشكل مستمر على تلك المباني والمرفقات الضخمة لكي تتم الخدمة فيها والصيانة بالشكل المطلوب لأنه قد تنعدم الأمانة في قلوب البعض فلا يهمه شيء وإنما همه الأكبر استلام راتبه فقط، ونحن كمواطنين يجب أن نكون حريصين أشد الحرص على مرافق بلادنا في شتى أرجائها المعمورة لأننا نحن المستفيدين منها بالدرجة الأولى فلابد من جميع العاملين في الجامعات أن يعملوا جاهدين للمحافظة على هذه الكيانات والصروح وعلى أن تستمر وتتطور ويدوم رونقها وجمالها ، وهذه هي المحافظة التي يجب علينا تطبيقها وتعليمها أبناءنا لأنها من أصل ديننا ونحن أولى بها من أولئك الغرب حيث تجد المنشأت لديهم وكأنها أنشئت قبل سنوات قليلة وهي ربما تكون لها عشرات السنين وما ذلك إلا لاهتمامهم بها والصيانة المستمرة لها ، فنهيب بمن أولوا مسؤولية العناية بتلك المجمعات أن يكونوا على قدر المسؤولية وأن يعملوا ولأجل وطنهم ولأجل استمرار هذه الصروح الشامخة بهذه الصيانة والعناية لكي لا نأتي بعد عدة سنوات ونجد أن ما قد تم إنشاؤه يحتاج لاعادة إنشاء بل الصيانة الدورية هي الحل الأنسب لجميع المشاكل المتعلقة بالمنشآت ، وحسب التجارب فإن أكثر المنشآت التي لم يستمر بناؤها زمناً طويلاً تجد السبب الرئيسي في ذلك هو عدم صيانتها والاهتمام بها.