دعا مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، في خطبة عرفة أمس ضيوف الرحمن إلى المحافظة على أوطانهم، وقال: إن أمة محمد أمانة في أعناق الأمة، كل يعمل على الأمانة من طلبة وحكام وعلماء ومفكرين، الكل يحمل في عنقه على قدر استطاعته وقوته والحيثيات المتاحة له. ولفت النظر إلى ما يمر به الإسلام من ظروف حرجة وما يوجه من حيثيات ومصائب وتهدد وحدته، وأن تفرق أبناء المسلمين واختبائهم وتشتتهم وتكالب الأعداء المتربصين بهم وانتشار الحروب والفتن الداخلية، أصابهم بالضعف والوهن والذل والهوان فأصبح بأسهم بينهم شديدا يعلمه القريب والبعيد، مرجعا ذلك إلى تخليهم عن تعاليم دينهم وعن العقيدة الصحيحة واتجاه الكثير منهم إلى ما حرم الله ورسوله فنالوا الضعف والهلاك. ولفت الانتباه إلى أن الذي يضعف الأمة هو إتباع الفاحشة وتميع الأخلاق والإباحية، فعلى إثره لن يحصدوا من هذا الأمر إلإ ضياع الأعراض وانتهاك الحرمات وفساد الأخلاق والانحلال مع ما يصاحب ذلك من الأمراض الخطيرة". وكانت جموع من حجاج بيت الله الحرام توافدت منذ وقت مبكر إلى مسجد نمرة أمس لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم والاستماع لخطبة عرفة، وامتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته (110) آلاف متر مربع والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع بضيوف الرحمن. وتقدم المصلين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، حيث ألقى سماحة مفتى عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ خطبة عرفة - قبل الصلاة - استهلها بحمد الله والثناء عليه على ما أفاء به من نعم ومنها الاجتماع العظيم على صعيد عرفات الطاهر. وخاطب سماحته المسلمين إن عليكم مسؤولية المحافظة على مكتسباتها ووحدة صفها وإجماع كلمتها وترك الأخطاء المحدقه بها والاهتمام بمصالحها العليا في رعاياكم بالرفق واللين والسعي في تحقيق الحياة الكريمة لهم ،واحذروا أن تضيقوا عليهم أو تسومونهم سوء العذاب أو تهينوا كرامتهم فإن ذلك بينكم وبينهم, وابنوا جسورًا من المحبة بينكم وبين شعوبكم فيما يحقق المصلحة العامة في الحاضر والمستقبل ليكن لكم موقف شجاعة في المحافل الدولية في الدفاع عن القضايا الإسلامية وكف الظلم عنهم وعدم السماح لعدوهم ليستولى عليهم فكونوا معهم كذلك في الخير والتعاون على البر والتقوى . كما خاطب سماحته علماء الأمة بقوله : إن لكم دورًا فاعلًا في توعية الأمة واخضاع شأنها وفك الخصام بينها وإطفاء العداوة والحرب والفتن بين أبنائها .. يا علماء الإسلام تحلوا بالشجاعة والإخلاص والموضوعية والصراحة فيما تعاني منه الأمة ونزع فتيل النزاع بينها .. وإن أهملتم ذلك وضيعتموه استحكم الخلاف .. داعيًا أرباب الأقلام النزيهه وذوى الأخلاق الإسلامية القويمة لتسخير افكارهم فيما ينفع الأمة وينهض بها ويغرس فيها حب الدين وحب الاصلاح والأخوة وتعليقهم بماضيهم المجيد.