انتهى ديربي الغربية مقبولا للاتحاديين ومرفوضا للأهلاويين، وحينما أشير إلى أنه مقنع للاتحاد فذلك قياساً للظروف الصعبة التي يمر بها الفريق خارج أرض الملعب.. غيابات وإصابات وحقوق مالية مفقودة، في المقابل يعيش الفريق الأهلاوي وضعاً فنياً متميزاً ومالياً رائعا وتكفي المقارنة التي قدمتها «المدينة» يوم المباراة وكانت حديث الوسط الرياضي وهي تتمثل في قيمة محترفي الأهلي ب 118 مليون ريال، وقيمة محترفي الاتحاد 5 ملايين، والفارق 113 مليوناً «يكفي لسد ديون الاتحاد»، ولكن بعد نهاية المباراة وجدنا معادلة جديدة، وهي 118 مليوناً تساوي 5 ملايين بالقسمة على الروح والحماس. وبعد اللقاء تابعت الأستوديو التحليلي للكابتنين خالد الشنيف ومحمد السويد، والثنائي محل تقدير خاصة الشنيف الذي يعرفه المتابعون في العالم العربي بآرائه المتمكنة، إلا أنني أختلف معهما في إشادتهما للمدربين، فمدرب الأهلي أخطأ في إخراج سيزار بغض النظر عن التصرف المرفوض الذي أقدم عليه اللاعب بإصراره بالبقاء في المباراة «وما حدث من ردة فعل أول مرة اشهده في النادي الأهلي الذي عرف بالانضباط»، ثم غير بيريرا مصطفى بصاص أنهى به فريقه تماماً، وخروج سيزار ودخول معتز الموسى أعطى انطباعاً أن بيريرا كان خائفاً ويسعى لسد الثغرات في دفاعه ومتقبل للتعادل ! ، في وقت كان ينتظر منه هجوماً أكثر لخطف النقاط الثلاث، فالتعادل في 4 مباريات يعني فقدان 8 نقاط، وفي ظل حديثنا عن الرياضيات والمعادلات فإن الفريق حينما يتعادل مرتين فإنه يحقق نقطتين، ولكن عندما يفوز ويخسر في لقاءين فإنه يحقق 3 نقاط وهو أفضل بكثير، وعلى بيريرا ولاعبيه أن يبحثوا عن الانتصارات، وفي يقيني أن الفريق الأهلاوي داخل الملعب يفتقد للقائد الذي يحفز اللاعبين لحصد الانتصارات، مع احترامي وتقديري للجهود الفنية المتميزة للاعب تيسير الجاسم فهو مؤدٍ بارز ولكنه ليس قائدًا.. والفارق كبير. أما مدرب الاتحاد بينات فقد أخفق في القرار والأسلوب حينما أخرج مختار فلاتة، فمغادرته بعد إهدار ركلة الجزاء مباشرة أمر غير صائب ومتكرر منه، وكان الأولى خروج جوبسون ومشاركة سلمان الصبياني فبيانو بطيء الحركة والاتحاد يحتاج إلى سرعة يتناسب معها الصبياني، ويعد خروج مختار خطأ لاسيما أنه تحرر وتحرك بفاعلية وكسب ركلة جزاء بدهاء فني، وهي بكل أمانة جزائية غير شرعية أخفق الحكم عبدالرحمن العمري في احتسابها والمشكلة أنه تردد ثم فكر فقرر، ومع ذلك بعد 3 محاولات اختار القرار الخاطئ، ولكن لا بد أن ننصفه في قراره حينما أصرعلى سيزار بمغادرة الملعب لأنه خرج من الملعب والبديل دخل ولا يمكن التراجع عن القرار. وفي المقابل خسر بيريرا بقراره الخاطئ في التبديل وخسارته الحقيقية أنه تراجع عن القرار بعد اعتراض سيزار، وهذا ما هز شخصيته القوية أمام الجميع. خلاصة القول الاتحاد بظروفه فإن التعادل كان إيجابياً وجاء نتيجة واقعية مدربه في بداية المباراة والنهج الذي رسمه والتكتيك الذي اتبعه اللاعبون وعدم توفيقه في تغيير وحيد لا تلغي نجاحاته حيث كان التغييرين الآخرين موفقين باستثناء دخول بيانو، وبالمناسبة الحملات المرتبة على بينات أهدافها مكشوفه ولن تحجب أخطاء الآخرين فهي «بالجملة وبالكوم» والشمس لا يحجبها غربال، وقد استحق فواز القرني ومن بعده أحمد عسيري نجومية المباراة في الذود عن مرمى العميد وفترة التوقف فرصة لإعداد الفريق الذي لم يعد قبل أن يبدأ الموسم. أما الأهلي فالفريق يحتاج إلى هداف وقد تكون في عودة السفاح الحقيقي فيكتور هي الحل وكذلك ما أشرنا إليه سابقاً قيادة ميدانية تقود اللاعبين للانتصارات.. وبالتوفيق للفريقين مستقبلاً.. وشكراً على الروح الرياضية التي تلجت قبل وأثناء وبعد نهاية المباراة.