أرقام مؤلمة تلك التي أصدرتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" مؤخرًا، وأعلنت أن عدد الأميين في المنطقة العربية أكثر من 97 مليونًا، معربة عن "مخاوفها" من عدم وجود تقدم حقيقي بالنسبة لمحو الأمية في الوطن العربي، وعدد الأميين العرب الذين تفوق أعمارهم 15 عامًا "يصل 97,2 مليونًا" أي ما يعادل 27,9% من سكان الوطن العربي ممّن هم في هذه السن. منهم 60٪ من النساء أميات، وأكثر من 6 ملايين طفل عربي ممّن هم في سن الدراسة "غير ملتحقين في التعليم في الدول العربية"، أي ما يقارب 27٪ من العرب أميون! الأسئلة المحيرة تبحث عن إجابة وهي: ما دور وزارات التربية والتعليم في العالم العربي خلال السنوات الماضية، هل كانت تتفرج على ارتفاع أرقام الأمية، لا سيما وأن بعض الوزارات أعلنت أن الأمية في نهايتها، وستقضي عليها ليصبح وطنها وطنًا بلا أمية؟! كثير من المسؤولين العرب لا يعلنون عن أرقام البطالة، ولا الأمية على طريقة "اغلق بابك وريّح بالك"، لأنه يعتقد أن الإعلان يُؤثِّر سلبًا على مستقبله الوظيفي، قد يصل إلى مغادرة الكرسي والذهاب إلى البيت، وانتظار مَن يطرق بابه، لأنه يدرك سلفًا أن نسبة كبيرة جدًّا ممّن يهتمون ويحتفون به ليس من أجل عيونه، بل هم أصدقاء منصب، يختفون بمجرد خروجه النهائي من مكتبه. الأمية ترسم أبعادًا خطيرة على الإنسان "اقتصادية واجتماعية وأخلاقية" بشكل يؤثر سلبًا على أمن المجتمعات والشعوب.. يقعون فريسة سهلة لمن يصطادهم لإدخالهم في عمليات تهريب وتعاطي المخدرات والسقوط الأخلاقي ممّا يزيد من نسب الجرائم التي تهدد كيان الإنسان ومجتمعه. مؤتمرات عربية سواء على مستوى القمم العربية، ووزراء التربية والتعليم قراراتها لم تنجح في انخفاض رقم الأمية الكبير، تحولت إلى أوراق للحفظ والذكرى. يقظة: المنظمة نبهت من "خطورة عدم الاهتمام الجدي من قِبَل الدول العربية بمكافحة الأمية ووضعها كأولوية مطلقة في برامجها ومشروعاتها التنموية". وأعلنت "التزامها بالعمل على تنفيذ خطة تطوير التعليم في الوطن العربي في مجال محو الأمية، وتعزيز برامج تعليم الكبار والتعاون مع المؤسسات المعنية في الدول العربية". تويتر falehalsoghair hewar2010@gmail