تحتل الروائح العطرية النباتية واجهة الأسواق في منطقة الباحة وعسير وجازان، إذ تحتل مكانة كبيرة لدى أهل تلك المناطق وزوارها، وينتشر بائعو الريحان والبرك والكادي في الأسواق الشعبية في قرى ومدن الشريط التهامي، وتحديدًا في أماكن وجودهم في المخواة والعرضية الشمالية والعرضية الجنوبية ونمرة وسبت شمران والمجاردة وبارق ومحايل، وغيرها من الأسواق الشعبية الأسبوعية القديمة التي تمثل جزءًا من تراث الماضي، فالمرأة تتزين بتلك النباتات، والرجل يعصب بها رأسه. فالمقصب أو العصابة هي مجموعة من النباتات العطرية التي تشكل بطريقة خاصة، وتلف حول شريط دائري بمقاس الرأس بتصاميم فنية رائعة وبديكورات معينة تجسد معنى الطبيعة ونوع النبات الموجود بها، ومن النباتات العطرية «السكب - الفل - الكادي - الشداب - البرك والشيح» وغيرها، وهي ذات روائح عطرية زكية. محمد بن مبيت العمري من أشهر باعة الريحان، يقول: ما زال هناك إقبال على هذه النباتات العطرية سواء من أهالي المنطقة أو الزوار ويشتد الإقبال عليها في الزواجات والمناسبات وكذلك في الأعياد. أما محمد العيسى فيقول: إن المناطق الساحلية يكثر بها مثل هذه النباتات ونقوم بقطفه وعرضه في أغلب الأسواق الشعبية إلا أن له رواجًا كبيرًا وإقبالًا من الكبار والصغار. ويقول فهد عطية الزهراني إن أسعار الريحان والكادي ارتفعت إلى 70 ريالًا للحزمة وهذا لم يحدث من قبل حيث كانت الأسعار أقل من ذلك. ويوضح أحمد العمري أن الكادي وبعض النباتات العطرية مثل البعيثران تجلب من بطون الأودية ومن المناطق الجبلية والمرتفعات، قائلًا: إن الكادي له أوقات في قطفه. فلا يقطف إلا مع الفجر أو عند الغروب وهذا سر غريب لا نعلمه، ونقوم ببيعه منذ القدم ومع بداية الصيف يستمر بيع الكادي كل يوم لتزايد الطلب عليه من أجل الأعياد والمناسبات، وتختلف أسعار الكادي مع اختلاف الشهور، ففي الشتاء يصل سعره إلى عشرة ريالات وعشرين ريالًا.. أما مع بداية الصيف يصل إلى أكثر من أربعين وخمسين ريالًا ومع المواسم ترتفع إلى أكثر. صالح الزهراني يقول: الأجداد كانوا يقطفون كل جمعة من هذا الريحان، ويضعونه على رؤوسهم أو جيوبهم، ومن لديه زيادة منه، فإنه يوزعها في باقات، وينثرها في مسجد الجمعة ليقدمه للمصلين، ويضيف الزهراني: إنه كان يقدمونه لمن يحبون، فالمرأة تقدمه لضيوفها، والرجل الذي ينوي خطبة فتاة يصطحب هذه الباقات.