أكد عدد من زوار “أبها يجمعنا” أن روائح الفل والكادي والريحان كانت “القاسم المشترك” فى كل مكان نعموا بزيارته، وخاصة أسواق عسير الشعبية، حيث تحتل الروائح العطرية واجهة السوق الأمامية التي لا تزال مكان إجلال وإكبار لأهل المنطقة، فالمرأة تزين بها رأسها ونحرها وظفائر شعرها والرجل يعتصب بها رأسه. فالمقصب أو العصابة هي مجموعة من النباتات العطرية التي تشكل بطريقة خاصة، وتلف حول شريط دائري بمقاس الرأس بتصاميم فنية رائعة وبديكورات معينة تجسد معنى الطبيعة ونوع النبات الموجود بها ومن النباتات العطرية “السكب - الفل - الكادي - الشداب - البرك والشيح وغيرها، وهي ذات روائح عطرية ذكية فالمشاهد للخيوط في العصابة وطريقة ربطها، وتمكين أغصان النباتات مع بعضها البعض لإبراز الورود وجمال النبات العطري للخارج دون تشويه لجمالها لتعبر عن رمز تراث تمسكت به الأجيال لتعلن عن فخرها واعتزازها بماضيها الذي تسعى للمحافظة عليه. من جهة نجد أن بعض سكان المنطقة بداو في اختيار هذه المهنة كمصدر رزق لهم ومهنة ليكون فن الصناعة فيها سرًّا من أسرار العصابة.