الحديث عن أهمية ومكانة (مَسْجِد قبَاء) في الإسلام من فَضْلَة القَول، والتّعْريف بالمُعَرّف، وتأكيد المؤكّد، ولكن هل يجد أولُ مَسْجِد أُسِّسَ في الإسلام؛ ما يليق به، وما يُواكِبَ رعاية الدولة الكبيرة لِبيوت الله؟! أجِد الواقع يُجيب بمجموعة من علامات الاستفهام؛ فَنَعَم تَمّ تجديده، وتوسعته خلال السنوات الماضية، والآن تُبْنَى مَظَلّة، لحماية المصلين فيه من لَهِيْب الشمس عند الازدحام، وذلك بعد أعوام من النداءات؛ لكن هل هذا كَافٍ، وهل هذا ما يستحقه (مَسْجد قُبَاء)؟! حقيقة هذا المسجد التاريخي يحتاج إلى المزيد من العناية في فَرْشِه وتأثيثه، وفي نظافته، وإلى الاهتمام بمحيطه، وتخليصِه من أَسْرِ المحلات التجارية التي أحَاطَت به، وقَبَرَته! وأن يكون بجواره معرض أو مركز ثقافي يستخدم التقنية الحديثة، واللغات المتعددة في َرصْد تاريخه، وتعْريف الزائرين بالأحداث التي وقعت في منطقته، والأحاديث النبوية التي وردت فيه!! ثمّ إنّ تجاهل الإعلام التلفزيوني والإذاعي لمسجد قباء غير مُبَرّر؛ فَحريّ ببعض القنوات والإذاعات -وما أكثرها- أن تنقل منه الصّلوات، وخُطب الجمعة؛ فكم من مُشْتَاقٍ لذلك في عالمنا الإسلامي! وأخيرًا بعض الفضلاء اقترح أن يُضَمّ (مسجد قباء) -باعتبار تاريخه وفَضْلِه ومكانته- إلى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، والمسجد النّبوي؛ وأجده اقتراحًا جديرًا بالدراسة والتطبيق! هَمْسَة: بمناسَبَة الحديث عن المساجد في طيبة الطيبة، فهناك شَكْوى من أنّ بعض (المَسَاجِد) ما زالت أسِيْرةً لسيطرة الأئمّة، حيث يُمارسُون فَرْضَ (الإطالة في الصّلاة، وتأخيرها، فلا تُقَام إلاَّ بحضورهم، بل وبعضهم يَتَحَكّم في كُلّ شيء وفق قناعاته، حتى دورات المياه أعزّكم الله)؛ ممّا اضطر طائفة من جيران تلك المساجد إلى الهجرة لأخرى بعيدة؛ فما رأي فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمدينة النبوية؟! وهل تَحَوّلَت بيوت الله لأملاك خاصة؟! [email protected]