اتهمت فرنسا أمس الثلاثاء، النظام السوري باستخدام غاز السارين على الأقل في حالة واحدة في النزاع المستمر مع المقاتلين المعارضين، مشددةً على أن «كل الخيارات باتت مطروحة لمواجهة تلك المشكلة» حتى لو شمل ذلك عملًا مسلحًا. فيما، طلبت واشنطن مزيداً من الأدلة على استخدام هذا الغاز. بينما، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أن أي محاولة للتدخل العسكري في سوريا «مصيرها الفشل»، نافيًا تسليم دمشق نظام إس 300 للدفاع الجوي. فيما أعلن رئيس الحكومة التركية اوردغان من الجزائر أمس أن الرئيس بشار الأسد (تجاوز والده في مجال الجرائم والمجازر وسوف يدفع ثمن ما قام به ). وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي «ليس لدينا أدنى شك بأن الغازات قد استعملت، وخلاصة المختبر واضحة غاز السارين موجود، وذلك بالاستناد إلى عينات حملها مراسلان لصحيفة لوموند من منطقتين في سوريا». وأضاف «في الحالة الثانية (التي حللتها فرنسا) مما لا شك فيه أن النظام والمتعاونين معه» هم المسؤولون عن استخدام السارين. وفرنسا هي البلد الأول الذي يظهر موقفًا حاسمًا بالنسبة إلى استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، الأمر الذي أثير منذ أشهر عدة واعتبرته الولاياتالمتحدة «خطاً أحمر». وتابع فابيوس «ثمة خط تم تجاوزه من دون أدنى شك، نبحث مع شركائنا ما ينبغي القيام به وكل الخيارات باتت مطروحة، إما نقرر عدم التحرك وإما نتحرك بما في ذلك في شكل مسلح في المكان الذي تم فيه انتاج الغاز وتخزينه، (لكننا) لم نصل بعد إلى هذه المرحلة». ولم يتأخر البيت الأبيض في التعليق على ما أعلنه فابيوس، معتبراً أنه لا بد من الحصول على مزيد من الأدلة. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني «ملاحظتي أنه بحسب المعلومات الفرنسية، من الضروري القيام بمزيد من العمل لتحديد هوية المسؤول عن استخدام (هذا الغاز) والكميات المستخدمة وجمع مزيد من التفاصيل حول ظروف استخدامها». ولفت فابيوس إلى أنه سلم نتائج التحاليل صباح أمس الثلاثاء، للبروفسور أكي سيلستروم، رئيس بعثة التحقيق التي شكلها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وكلفها تحديد الوقائع في شأن المزاعم عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا. وأوضح مصدر دبلوماسي أن مصدر العينات هو حي جوبر في جنوبدمشق، حيث شهد مراسلان لصحيفة لوموند في منتصف أبريل لإستخدام غازات سامة ونقلا عينات إلى السلطات الفرنسية، إضافة إلى مدينة سراقب في جنوب حمص (وسط) التي شهدت هجوما في نهاية أبريل. من جهته، رأى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن التقرير الجديد للجنة التحقيق «مروع ومثير للاشمئزاز» يحسب ما نقل عنه المتحدث باسمه مارتن نيسركي. واعتبر المتحدث أن التقرير يعزز ضرورة إيجاد حل دبلوماسي لهذا النزاع والسماح لخبراء الأممالمتحدة بالتحقيق من دون عوائق في استخدام اسلحة كيميائية. وتأتي هذه التأكيدات مع استمرار التحضير لاجتماع دولي في جنيف يبحث إيجاد تسوية للنزاع السوري، فيما جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة بين بلاده والاتحاد الاوروبي في ايكاتيرينبورغ في الاورال الروسي، التحذير من اي «تدخل عسكري خارجي في سوريا»، مشيرا الى ان مصيره سيكون الفشل.