يردد البعض بين الفينة والأخرى شعارات تتضمن مظلومية المرأة السعودية، وحملات للدفاع عنها، مستلهمين أفكارها من دول أخرى، لكنهم لا يحاولون بذل القليل من الجهد في الاطلاع أو التعرف على الواقع الحقيقي.. وهنا أنا لا أعمم بقدر ما أبعض، فمع الأسف أصبحنا نسمع قول قلة قليلة، ونبني عليها قرارات مصيرية كبيرة.. فمؤتمرات المرأة والاتفاقيات الدولية ليست بمعزل عما يدور في بلادنا، فهي تبحث عن كل شاذ ونشاز من الحالات لتلزمنا بالتوقيع، لنكون أسرى لها ونتخلى عن التشريعات والاحكام الاسلامية، التي نعتز بانتمائنا لها.. أجرى مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام، دراسة عن المرأة السعودية، وقد خلصت الدراسة إلى أن غالبية النساء السعوديات لا يرين أنهن أقل من غيرهن من نساء العالم من حيث حصولهن على حقوقهن كاملة، وهو الأمر يؤكد بشكل قاطع، كذب وزيف ادعاءات المنظمات الدولية التي تقدم نفسها على أنها مدافعة عن حقوق المرأة المسلمة، وخاصة المرأة السعودية "المظلومة".. وأظهرت الدراسة أن 44% من السعوديات يشعرن بأنهن أفضل من غيرهن في الحقوق على مستوى العالم، وأكدت 26.2% منهن أنهن مثل غيرهن من نساء العالم، فيما اعتبرت فئة قليلة منهن 29.2% أنهن أقل من غيرهن نيلاً لحقوقهن.. وبينت دراسة أخرى أن 19.5% فقط من الرجال يعتبرون أن المرأة السعودية أقل من غيرها في الحصول على حقوقها. فيما يؤكد 49% منهم على أنها تتمتع بحقوق أفضل من حقوق نساء العالم، و30.7% منهم يرون أن حقوقها مثل حقوق بقية نساء العالم. واستهدفت الدراسة معرفة تقييم الشباب لأوضاع المرأة في الوقت الحالي، وارتكزت على ثلاثة محاور هي: هل المرأة السعودية "أحسن من غيرها"، أو "مثل غيرها"، أو "أقل من غيرها". ولعلي أذكر موقفًا حصل لي عندما أنهيت تقديم ورقتي البحثية في مؤتمر إعلامي بالقاهرة، حيث تقدمت مني أكاديمية مصرية وبعد أن شكرتني، قالت: "أنا معجبة بك، لأنك سيدة سعودية قوية" فقلت: "وماذا في ذلك؟" قالت: "نحن نسمع بأن المرأة السعودية ضعيفة ومغلوبة على أمرها!!" لم أمتلك تعليقاً غير أنني قلت لها وأنا أضحك: "لكن الواقع عكس ذلك تماماً".. @emanalokil