يعتقد 44% من السعوديات بأنهن أفضل من غيرهن في الحقوق على مستوى العالم، بينما رأت 29.2% منهن مقابل 19.5% من الرجال أن المرأة السعودية أقل من غيرها في الحصول على حقوقها. جاء ذلك في دراسة التي أجراها مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام، استطلعت آراء 1575 من الجنسين حول وضع المرأة السعودية من حيث حصولها على حقوقها مقارنة بغيرها من النساء في العالم. استهدفت الدراسة معرفة تقييم الشباب لأوضاع المرأة في الوقت الحالي، وارتكزت على ثلاث محاور هي: هل المرأة السعودية "أحسن من غيرها"، أو "مثل غيرها"، أو "أقل من غيرها". في حين رأى 49% من الذكور مقابل 44% من الإناث أن المرأة السعودية "أحسن من غيرها" في الحصول على حقوقها، قال 30.7% من الذكور إنها "مثل غيرها" مقابل 26.2% من الإناث أيدن هذا الرأي. ورصدت الدراسة آراء المجتمع حسب المناطق، حيث أظهرت النتائج أن المنطقة الجنوبية احتلت المرتبة الأولى بين من يرون أن وضع المرأة "أحسن من غيرها" بنسبة بلغت 59.2% تليها المنطقة الشمالية ب48.6%، وكانت المنطقة الشرقية الأدنى نسبة في هذا التصنيف ب30.6%، في حين حققت هذه المنطقة أيضا أعلى نسبة في الرأي بأن المرأة السعودية "مثل غيرها" بنسبة 32.1%، تليها المنطقة الوسطى بنسبة 31.7%. وبالنسبة لخيار وضع المرأة السعودية "أقل من غيرها" جاءت المنطقة الشرقية كذلك متقدمة على جميع المناطق بنسبة 36.2%، تليها المنطقة الغربية بنسبة 23.8%، وكانت الجنوبية أقل المناطق اعتقادا بهذا الرأي ب18.7%. ومن جانبها قالت عضو هيئة التدريس بجامعة الأميرة نورة بالرياض الدكتورة نورة العجلان، "لقد تنازلت المرأة عن كثير من حقوقها في سبيل ثبات المجتمع واستقراره، في صورة من أنصع صور التضحية من أجل الأسرة والمجتمع، حيث قدمت مصلحة المجتمع على مصلحتها الشخصية، حتى على حساب حقوقها. وقالت ل"الوطن": "إن ما وصلت إليه المرأة السعودية أتى نتيجة استحقاق، وليس استجابة لضغوطات، أو نداءات خارجية، أو غيرها، حيث أهلها لذلك دورها الرائد في العمل بمختلف ميادينه، والعمل الخيري، وخدمة المجتمع، فالمرأة السعودية حظيت باهتمام الإسلام منذ أكثر من 14 قرنا على النقيض من الأخريات في العالم اللاتي لم يلمسن الاهتمام إلا منذ بدأت المؤتمرات في خمسينات القرن الماضي". وأضافت: إن "الإسلام ساوى بين النساء والرجال في الحقوق والواجبات، ومنح المرأة الكثير من الحقوق، وهي تحصل على حقوقها بالتدريج، والمركز الذي تحتله اليوم يأتي متوافقا مع النسق الاجتماعي"، مشيرة إلى تطلعها إلى مزيد من الحقوق لكي تتمكن من الوفاء بواجباتها على أكمل وجه. وأكدت الدكتورة العجلان، أن "المرأة السعودية تنظر باعتزاز لقرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله – حفظه الله – بتعيين 30 امرأة بمجلس الشورى، بنسبة تمثيل 20%، من عدد أعضاء المجلس، كأعلى نسبة تمثيل للمرأة بالبرلمانات في العالم، كما حققت إنجازات عدة في السنوات الماضية عبر مشاركتها في الانتخابات البلدية، والترافع كمحامية في المحاكم، والعمل في السلك الدبلوماسي وغيرها"، مشيرة إلى أن المراقبين يتوقعون أن تمثل هذه التحولات نقطة تحوّل ستمكّن المرأة السعودية من صنع القرار السياسي، بدعم وموافقة المجتمع، الأمر الذي سيسرّع من مرونة الأنظمة والتشريعات الرامية لمشاركة المرأة في مختلف المجالات.