رصدنا في الحلقة الماضية جانبًا من الأعمال الميدانية التي يقوم بها رجال الجمارك في ميناء جدة الإسلامي وشاهدنا عن قرب حجم الأعمال التي تتم في الساحات الجمركية وداخل مباني النافذة الواحدة ورأينا كيف تتم عمليات المعاينة والفحص والفسح والنقل من موقع لآخر على مساحة تزيد على 11.5 كم مربع ومن خلال 62 رصيفًا مطابقة للمواصفات الدولية تصل أعماقها إلى 18 مترًا مجهزة لاستقبال أحدث الأجيال من السفن الناقلة. كون ميناء جدة بوابة للحرمين ويقع على أهم خطوط الملاحة الدولية المفضلة لشركات النقل البحري والوكلاء كونه لا يبعد عن المياه الإقليمية سوى ستة كيلومترات ويستقبل ويصدر سنويًا أكثر من مليون طنا من البضائع ينقلهاعبر أكثر من أربعة ملايين حاوية في العام الواحد. ولاحظنا أن مصلحة الجمارك تستخدم لربط منافذها الجمركيه نظامًا للتبادل الآلي طورته بالتعاون صندوق الاستثمارات العامة وهو يسمح بتبادل المعلومات بين كل الجهات ذات العلاقة بدءًا بوكيل الشحن ثم المخلص الجمركي وشركات المناولة والجهات الحكومية المختصة بالفسح وانتهاء بتحصيل الرسوم وإصدار الفسح الجمركي عبر شبكة الإنترنت. ضبط 200 حاوية بترول بعد تلك الجولة كان لا بد لنا أن نطرح عددًا من التساؤلات التي تتردد في الأوساط حول أداء جمرك الميناء حيث أوضح مدير عام جرك الميناء الاستاذ محمد بن عبدالله الدخيل أن رجال الجمارك في الميناء تمكنوا خلال العام الماضي من ضبط 33 مليون وحدة مغشوشة وفسحوا أكثر من 4 ملايين حاوية وضبط أكثر من 6 ملايين لتر من المواد البترولية قبل تهريبها عبر أكبر من 200 حاوية. وعن الخدمات التي تقدمها مصلحة الجمارك في ميناء جدة الإسلامي قال الدخيل: تعد الجمارك في أي دولة خط الدفاع الأول كما يطلق عليها فهي الجهة المناط بها تفتيش كل البضائع الواردة والتأكد من عدم احتوائها على ممنوعات أو مهربات تقصد بها المساس بأمن هذا الوطن وسلامة مواطنيه وكذلك البضائع الصادرة للتأكد من عدم احتوائها على أصناف ممنوع تصديرها ويبذل رجال الجمارك السعودية جهدًا كبيرًا في جميع منافذ المملكة للتصدي لمحاولات التهريب وكذلك التصدي للسلع المقلدة والمغشوشة كما يتم التأكد من قبل موظفي الجمارك أن جميع السلع الغذائية والدوائية ذات صلاحية للاستهلاك الآدمي كذلك التأكد من السلع الأخرى من حيث مطابقتها للمواصفات والمقاييس المعتمدة من قبل الجهات ذات العلاقة سواء المختبرات العامة أو الخاصة. * سمعنا عن مشروع النافذة الواحدة هل لكم أن تتحدثوا عن هذه التجربة من حيث أهدافها وإيجابيات تطبيقها؟ - ان أهم الأسباب التي دعت إلى تنفيذ نظام (النافذة الواحدة) في جمرك ميناء جدة الإسلامي يعود إلى اتساع مساحة الميناء وتباعد ساحاته الجمركية وتعدد الارصفة وفي هذه المباني المجهزة تجتمع كل الجهات الحكومية والخاصة المتعلقة بالفسح الجمركي تحت سقف واحد، وتطبيق هذا النظام في مبنى واحد من شأنه ان يؤدي إلى اختصار الوقت والجهد وتوفير خدمات أسهل لجميع المراجعين. التكدس والأعطال * يكثر الحديث عن التكدس واستمرار الأعطال في أجهزة الفحص، ما مدى صحة ما يقال عن هذا الموضوع؟ وكم عدد مراكز الفحص وحجم الحاويات التي يتم فحصها يوميا؟ - كثيرا ما نسمع مثل هذه الأقاويل ودعنا نتكلم بالأرقام التي تثبت صحة ما نقول إذ أن أنظمة الفحص بالاشعة للحاويات التي استعانت بها الجمارك السعودية في تفتيش الحاويات والشاحنات في جميع المنافذ الجمركية ساعدت كثيرا في سرعة إنهاء الإجراءات الجمركية لأنها تساعد في تفتيش ما يقارب 65% من الإرساليات الواردة دون تفريغه وبالتالي فإن نسبة ما يتم تفتيشه يدويا لا يتجاوز نسبته 35% ويوجد لدى الجمارك 11 نظام فحص بالأشعة تكشف ما يقارب 2600 حاوية يوميا وان كان هناك عطل لأي نظام في بعض الأوقات فان الجمارك قامت بتدريب وتأهيل عدد من الفنيين المختصين لإصلاح العطل باسرع وقت واذا تطلب الأمر استمرار العمل لفسح البضائع يتم تعميد العاملين بالاشعة بالعمل طيلة أيام الأسبوع وعلى مدار الساعة. * إلى أي مدى يمكن ان يسهم التاجر أو المستورد في تسريع إجراءات فحص بضاعته؟ - للمستورد أو مندوبه الدور الأكبر في تسريع إجراءات فسح البضاعة، إذ أنه بعد بحث ودراسة الموضوع من قبل المختصين اتضح أن النسبة الغالبة من المستوردين لا يقومون باستلام اذونات التسليم أو مراجعة الجمارك الا بعد وصول الباخرة ب4 إلى 5 أيام كما ان عدم ارفاق المستندات التي تؤدي إلى فسح البضاعة قبل وصول الإرسالية يؤدي إلى تأخير الفسح مثال (المواد الكيماوية) علما بأن الجمارك تسعى جاهدة إلى أن يتم الفسح في اليوم التالي لتقديم الإرسالية. السلع المقلدة والمغشوشة * ماهي الإجراءات المتخذة لديكم لمنع دخول السلع المقلدة والمغشوشة، وماهي حجم مضبوطاتكم خلال الفترة المنقضية من السنة الحالية؟ - لا شك أن السلع المقلدة والمغشوشة لها من الاثار السلبية الشيء الكبير على الوطن والمواطن وإدراكًا من الجمارك السعودية لتلك الاثار السلبية فقد بادرت مصلحة الجمارك السعودية إلى إنشاء وحدة إدارية تعنى بمكافحة الغش التجاري والتقليد مما تطلب إنشاء اقسام في معظم المنافذ الجمركية (البرية والبحرية والجوية)، وحرصا على ضمان سلامة السلع التي تصل للمستهلك وادراكا لاهمية دور الشراكة مع القطاع الخاص في مجال مكافحة الغش التجاري والتقليد وحقوق الملكية الفكرية لتحسين الأداء لتحقيق المعادلة الصعبة في تحقيق الشعار الذي رفعه معالي مدير عام الجمارك (سرعة فسح المسموح ومنع دخول الممنوع) فقد قامت مصلحة الجمارك السعودية وعدد من الأجهزة الحكومية الأخرى ذات العلاقة بالفسح الجمركي بدور مهم في مكافحة هذه الظاهرة، ويقدر حجم مضبوطات الجمارك السعودية خلال الفترة المنقضية من هذه السنة ما يزيد 3600 حالة. أما مضبوطات وإنجازات العام الماضي 1433ه فقد جاءت كالتالي: - 33 مليون وحدة مغشوشة تم ضبطها من مختلف السلع والمواد التجارية. - أكثر من 4 ملايين حاوية تم إنجازها وفسحها في جمرك ميناء جدة الإسلامي خلال عام. - أكثر من 400 ألف حبة مخدرة تم ضبطها أثناء عمليات التفتيش من قبل مفتش الجمارك بالميناء. - تطبيق نظام النافذة الواحدة في الإجراءات الجمركية واستخدام أنظمة الفحص الاشعاعي في تفتيش المستوردات أدى إلى تقديم خدمات اسهل للمستوردين. - ضبط أكثر من 6 ملايين لتر من المواد البترولية داخل أكثر من 200 حاوية في جمرك ميناء جدة الإسلامي. في الختام قبل مغادرة الميناء وأثناءالجولة تراءت لنا بعض الملاحظات منها اهتراء بوابات الميناء وظهر عليها القدم وآثار عوامل الزمن ممايستدعي المطالبة بتحديثها وتحويلها من بدائية الى اليكترونية وبشكل يتواكب مع أهمية الميناء ومكانته.مع ضرورة توفير مظلات في ساحات المعاينة حتى لاتتعرض البضائع والسلع الغذائية من جراء بقاءها تحت أشعة الشمس والرطوبة للتلف،إلى جانب إعادة تأهيل البنية التحتية للميناء وتهيئته للمنافسة مع الموانيء المجاورة.الى جانب ضرورة توسعة الميناء وإخراج محطة صوامع الغلال ومصنع تكرير السكر الى خارج محيط الميناء. المزيد من الصور :