يظل للموهبة سطوتها على حياة المبدعين، فمهما ذهبت بهم الدراسة الأكاديمية، أو المهن الوظيفية مذاهب متعددة، إلا أن دواخلهم تظل محتفظة بوهج الموهبة، تنتظر اللحظة المواتية لتفجرها.. رغم أن الفنان حسين دقاس قد تخصص في علم الأحياء، إلا أن شغفه بالفن التشكيلي ظل حاضرًا، بل إنه يرى أن دراسته لعلم الأحياء أيقظت في داخله موهبته في الرسم، حيث يقول: كان لدراستي علم الأحياء في جامعة الملك سعود بالرياض السبب المباشر في اكتشافي المتأخر لموهبتي في الرسم، وذلك عندما كنا نرسم من خلال المايكروسكوب أجزاء الخلية، وكذلك التركيب التشريحي لأوراق النباتات والسيقان ظهرت موهبتي في الرسم، لذا بادرت في الالتحاق بدورات متخصصة كانت تقدمها الجامعة في هذا المجال. ويتابع دقاس حديثه مضيفًا: أدركت من خلال مسيرتي أن الفن التشكيلي يظهر نعم الله على الإنسان، فنعمة البصر التي من خلالها يستطيع الإنسان التعبير عن أحاسيسه ومشاعره على اللوحة، الشعور بالسعادة عند ممارسة التشكيلي وعندما تقدم شيئًا يسعد الآخرين. أضف إلى ذلك أني نشأت في بيئة الجنوب، مما جعلني مرتبطًا ومنجذبًا نحو الواقعية والانطباعية، فالفنان ابن بيئته، وطفولتي وبداية حياتي كانت في منطقة الباحة الغنية بالبيئة الطبيعية الخلابة التي كان لها الأثر الكبير في انعكاس ما يختزنه العقل من هذه البيئة على معظم لوحاتي، وتأتي طبيعية دون تكلف في ذلك، والفنان التشكيلي قد يكون أكثر أحاسيس ومشاعر لذا يتأثر بما يدور حوله في مجتمعه أو في العالم أجمع، لذا يعبر عن ذلك من خلال إسقاط تلك الأحاسيس والمشاعر والأفكار على اللوحة التشكيلية. مشاركات عديدة ويمضي دقاس في حديثه معددًا مشاركاته الفنية السابقة، وأسباب انقطاعه عن العرض لفترة طويلة قائلاً: في مسيرتي الفنية شاركت في العديد من المعارض المهمة في الساحة التشكيلية السعودية، ومنبينها مشاركتي في معرض الخطوط السعودية عام 1412ه بجدة، والمعرض الجماعي الثالث للفن المعاصر 1414 ه الذي أقيم بالمركز السعودي للفنون التشكيلية في جدة، ومعرض فناني الباحة 1419ه الذي احتضنه بيت الفنانين التشكيليين في جدة أيضًا، إضافة إلى مشاركتي في معرض الباحة السياحي 99 الذي نظمه فرع جمعية الثقافة والفنون بالباحة، والمعرض التشكيلي الجماعي الخامس 1421ه في الباحة، ومعرض مدارس وألوان في المركز السعودي للفنون التشكيلية بجدة عام 1433ه، ومعرض المركز السعودي الثالث والعشرون للفن المعاصر 1433ه بجدة، ومعرض نبضات تشكيلية بالباحة عام 1433ه، ومعرض لوحة في كل بيت 1434ه، ومعرض جائزة أجنحة عربية للفنون المعاصرة 1434ه. ومعرض السوق للوحات الصغيرة 1434ه، ولي وقفة مع هذا المعرض بالذات والذي أقامته وزارة الثقافة والإعلام، فمما لا شك فيه أن الوزارة وعلى رأسها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجه أولت الاهتمام بمثل هذه المشاركات المشجعة على نشر ثقافة الفنون التشكيلية خاصة والعمل على دعم الفنانين التشكيليين بمثل هذه المعارض، وكانت مشاركتي والحمد لله بأربع لوحات صغيرة والتي لاقت استحسان المتلقي المتذوق لهذه الفنون.. أما عن سبب توقفي لفترة طويلة عن المشاركات في المعارض فالحكمة تقول «أن تصل متأخرًا خير من أن لا تصل»، والحقيقة أنني لم أنقطع عن ممارسة هواياتي ولكن بعدي عن المشاركات في المعارض كان بسبب ترتيب الأولويات في حياتي، فرعايتي لوالدي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وكذلك رعايتي لأسرتي، وإكمال دراساتي العليا كانت مجتمعة السبب في انقطاعي عن المشاركة في المعارض، لكنني أبشّر متابعي تجربتي الفنية بأن أقدم لهم معرضي الشخصي قريبًا، وأرجو التوفيق من الله في إنجازه في أقرب فرصة سانحة.