السمك الناشف أصبح عملة نادرة بينبع لندرة صناعته وقلة بائعيه، حيث أصبحت الأسماك تتداول طازجة، وقليلة جدًا من يقوم بتنشيفها وبيعها. «المدينة» التقت العم سليمان الغميري أحد أصحاب المحلات القديمة بينبع، والتي تبيع هذا النوع من السمك، حيث قال: «منذ أكثر من 50 عامًا كانت مهنتي الوحيدة الغوص.. وكنا نمكث بالبحر ما بين أربع إلى خمس شهور، ونغوص في قاع البحر فنحضر من أسفل البحر الصدف والنهيد والأحجار واللؤلؤ لكي يتم بيعه في السودان وجدة، وكنا نغوص غوصًا طبيعيًا بدون استخدام أي وسيلة في قاع البحر، وكان عددنا في السنبوك ما بين 14 شخصًا إلى 30 شخصًا وكان المحصول يقسم حسب نشاط الغواص حيث يجمع الرئيس الغلة ويوزعها على البحارة حسب نشاطهم، بعد ذلك توجهت إلى صيد السمك وبيعه في ينبع والمدينةالمنورة ومنذ سنوات عندما رأيت مهنة البحر أصبحت متعبة ومع تقدم السن فتحت متجري في ينبع القديمة وحرصت على وجود السمك الناشف وهو من نوع الحريد حيث أصبح عملة نادرة، وميزته أنه يقبل التخزين لمدة عام ويكون صالحًا للأكل ويحتفظ بنفس الطعم والجودة. وعن طريقة صنعه يقول: «نقوم بقطع السمك مع النصف ووضع الملح وتركها لمده تتراوح ما بين 3 إلى 4 ساعات ونقوم بغسلها وتنظيفها ثم وضعها تحت أشعة الشمس للتجفيف»، وقديمًا كان (الحواتة) كثيرون والسمك كثير وليست هناك وسائل تستهلك كميات السمك التي يجلبها البحارة، لذا يلجأ بعضهم إلى تشريح السمك وتنشيفه ثم يجلبونه إلى السوق فيعرض للبيع بالمزاد، وكانت 100 حبة من أحسن وأكبر أنواع السمك تباع ب30 ريالا، وتصل أحيانًا إلى 40 ريالاً، ومع مرور الزمن ارتفعت قيمة المائة سمكة الناشفة إلى 250 ريالاً، وهو ما جعل الناشف يرتفع بأسعاره حتى إنه في هذا الزمن وصل سعر المائة سمكة الناشفة إلى 1200 ريال. ويضيف العم سليمان: «إنه رغم ارتفاع أسعار السمك الناشف إلا أن له ناس يحبونه ويشترونه مهما ارتفع سعره، فأنا يأتيني مشترون من مكةوالمدينةالمنورةوجدة يشترون مني هذا النوع من السمك»، ويقول: «إن أكثر الأيام إقبالاً على شراء السمك الناشف أيام العطلة فالسمك الناشف عبارة عن سمك مملح يستعمل كما يستعمل السمك الطازج». وينصح العم سليمان الشباب بمزاولة أي مهنة شريفة يكسب منها رزقه الحلال. المزيد من الصور :