بدايته كانت قبل عام 1418ه، حيث اتضحت له مشكلة تراكم الأوساخ على خطوط الدهان على الطرق وكذلك على الوجه العاكس لعيون القطط، ولم يكن متاحًا حينها أي وسيلة لعلاجها، فالمخترع المهندس خالد مهدي آل رشيد، والحاصل على دكتوراه في الفلسفة من الجامعة الامريكية بلندن، رجل يمتلك ثقافة الاختراع، حيث قام بإجراء تجارب ميدانية أوصلته إلى نظام مبتكر أهله لأن يحصل على براءة اختراع مسجلة من مكتب البراءات الامريكي، وخلال أكثر من اثنتي عشرة سنة من التواصل والبحث توصل لمبتغاه. وفيما يلي نتعرف على المخترع آل رشيد من خلال هذا الحوار: **حدثنا عن اختراعك ومكوناته وطريقة استخدامه؟ الاختراع عبارة عن نظام يعنى بصيانة العلامات الأرضية البارزة على الطرق (تنظيف وإزالة الدهانات وتنظيف العواكس الأرضية ومنها ما يعرف بعيون القطط)، والعلامات على مدارج الطائرات (تنظيف وإزالة خطوط الدهانات وتنظيف العواكس المضيئة وإزالة المطاط المتراكم على مدارج الهبوط من إطارات الطائرات والذي يجب إزالته لتحسين عامل الاحتكاك أثناء الهبوط). والنظام يتيح تجميع وتركيب الأجهزة والمعدات اللازمة على معدة صيانة وبما يتيح نفث ماء أو هواء أو مواد عضوية أو كيميائية على الأجزاء المراد تنظيفها أو إزالتها، وبحيث تتم عملية الصيانة أثناء الحركة الأمر الذي يزيد من كمية الانتاج وبالتالي تقليل الكلفة الاقتصادية للصيانة. كما يتوفر بالنظام شبكة حاسوبية تقوم على التحكم بآلية النفث وكميته وتحديد العناصر المنفوثه وفق المهمة المطلوب إنجازها. **ما الصعوبات التي واجهتك في اختراعك وكيف استطعت التغلب عليها؟ الصعوبات كثيره ومحبطة وشكلت الكثير من المعوقات، أهمها الدافع الإنساني غير المتعمد لدى عدد من المسؤولين ضد الجديد وضد تغيير ما هو موجود، والركون للروتين في التعامل مع الاختراعات والاستكشافات، وأعتقد من خبرتي أن أكبر مفهوم خاطئ وجدته عند كثير من المسؤولين هو لابد أن ننجح في كل عمل أو تطبيقات جديدة وأن عدم النجاح يعتبر فشلا، وهذا المفهوم مصدره الخوف ويفتقد حس الريادة والمبادرة متى ما وجدت المؤشرات الدالة على النجاح وأن كل تجربة لا تنجح تضيف إلينا تجارب تقودنا للنجاح. **دائما ما يقال ان الحاجة أم الاختراع هل كان لهذا المثل دور في اختراعك؟ ليس كل ما يقال صحيح في كل وقت وفي كل زمان، فنحن في زمن يعتمد في أساسه على الاقتصاد المعرفي، والكلمة اليوم لمن تكون خطواته سريعة في تعريف الحاجه قبل وجودها للسبق في إيجاد الحلول والاختراعات التي تسد تلك الحاجة والاستعداد لها قبل تواجدها، وأما الركون حتى ظهورها واستفحالها في هذا العصر فإن أي إجراء يتخذ يسمى ردة فعل وليس اختراعا أو ابتكارا أو مجهودا ذا مردود فعال وريادي. **كيف ترى دعم وتمويل بنك التسليف لمسار الاختراع بشكل عام وللمخترعين، وكم كان مبلغ تمويلك؟ مبلغ تمويلي كان مليونين ومائتي ألف ريال، وأراه دعما مميزا وقد يكون من أفضل القنوات المالية التي ينشدها المخترعون، ولكن لي اقتراح أن يتم النظر في أهلية المخترع وقدرته على العمل التجاري حتى لا يقع فريسة الالتزامات المالية لاحقًا، ويمكن النظر في إدخال شركاء متضامنين مع المخترع لكي تتمازج القدرة التجارية والعلمية وبما يكفل نجاح المشروعات الممولة في مسار الاختراعات. **هل هناك اختراعات أخرى غير التي ذكرتها؟ لدي اختراع أوروبي صدر العام الماضي تحت مسمى «إطار احتياطي سريع التركيب»، واختراع في أمريكا سيصدر قريبا بمسمى «الوساطة في الابتكارات»، أخرى لم يتم فحصها في مكتب براءات الاختراع السعودي. **أين يباع منتجك الآن؟ بما أن الاختراع عبارة عن نظام فإن أي منتج أو آلة أو معدة يمكن أن تساهم في تطبيق هذا النظام ستكون منتجا أو معدة يمكنها تحقيق فوائد الاختراع، وما علي إلا أن أشتري المعدات والآلات التي يمكنها تكوين أساسيات النظام والعمل على تحقيق مخرجاته وأسلوبه بالعمل.