الاضطرابات الناتجة عن ضغوط الحياة؛ تُعدُّ من أكبر المشكلات الصحية في المجتمع على مستوى العالم، هذا ما بيّنته مديرة مشروع «المسح الوطني للصحة وضغوطات الحياة» الأخصائية النفسية «منى شهاب» في جريدة الشرق، حيث يجري الآن مسحًا وطنيًا ميدانيًا في مختلف أنحاء المملكة، يستخدم عينة ممثلة لكافة السعوديين في المدن والقرى من 10 آلاف عينة (ذكورًا وإناثًا) بين 15 - 65 سنة؛ تم اختيارهم بشكل عشوائي من كل أسرة، والذي سيُغطي مناطق المملكة الثلاث عشرة، وتحديد العوامل المسببة لها، ونتائج علاجها، وهي دراسة فريدة من نوعها ومهمة تُقدِّم للأطباء ولأصحاب القرار رؤية واضحة بهدف تأسيس خدمات صحية ملائمة في المملكة. وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية لاحظت وجود فارق كبير بين المعروض من الخدمات الصحية في هذا المجال وبين الطلب عليها، والذي يمتد تأثيرها ليشمل كل الأعمار والثقافات والمستويات المادية، مع العلم بأن المشروع هو من برامج مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، ويجري تحت مظلة المركز بدعم من شركاء إستراتيجيين مثل شركة سابك، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وأبراج كابيتل، ووزارة الصحة، وجامعة الملك سعود، وشركاء تقنيون مثل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ووزارة الاقتصاد والتخطيط ومصلحة الإحصاء، فضلًا عن شركاء دوليين كمنظمة الصحة العالمية، وجامعة هارفارد، وجامعة ميتشاجن. وتفاعلًا مع ازدياد نسب الطلاق في المملكة، وحسب صحيفة السعودي جازيت الصادرة باللغة الإنجليزية بأن قضايا الخلع وصلت خمس حالات يوميًا في منطقة مكة 2012، لذلك يقوم مجلس الوزراء السعودي حاليًا بدراسة مشروع إلزام دورة تأهيلية مخصصة في الحياة الزوجية ومشكلاتها قبل عقد القران وقد أوضح وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور «يوسف العثيمين» أن المشروع سوف يتم تفعيله عن قريب، وأضاف: «إن ذلك سوف يكون اختياريًا في المرحلة الأولى من بداية تطبيقه، على أن يصبح إلزاميًا بعد ذلك، أسوة بقرار الفحص الطبي للمقبلين على الزواج». «مفكرة الإسلام». هذه مبادرات رائعة من مختصين ومختصات، قلوبهم على أبناء وبنات هذا الوطن، نعم الصحة النفسية لا تقل أهميتها عن الصحة الجسدية، فكلاهما يمثلان مواطنًا فعالًا قد يبني أو يهدم لبنة من لبنات المجتمع، لذلك نحتاج أن نُقلِّل ونتعامل مع ضغوط الحياة المتصاعدة، والتي تعجز آلياتنا الحالية في التعامل معها، وما ينجم عن ذلك من تداعيات من إحباطات أو انحرافات أو عنف أو غيره. إن الدراسات والتوعية مهمة لتفعيل البرامج والخدمات التي ستجد لنا الحلول لأن نكون مجتمعًا متوازنًا ومتفاعلًا ومبتسمًا. هنيئًا لهذه الجهود، وهنيئًا وفخرًا بصديقتي «منى شهاب» لقيادة مشروع المسح الوطني للصحة وضغوطات الحياة، وشكرًا لوزير الشؤون الاجتماعية لهذه المبادرات التي تحمي أسرة المستقبل وتزيد من وعيها.