فيما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن مرض الاكتئاب قد يحتل المرتبة الأولى بين النساء والخامسة بين الرجال والثاني بين الجنسين بعد أمراض القلب، بحلول العام 2020م، يجري مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة حاليا المسح الوطني للصحة وضغوط الحياة بالتعاون مع وزارة الصحة وجامعة الملك سعود، ومركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي، ويستمر عمله الميداني حتى رمضان 1434ه. ويعد المسح الوطني للصحة وضغوط الحياة مشروعا وطنيا ضخما ينفذ تحت مظلة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة على أيدي كوادر وطنية من علماء وأطباء ينتسبون إلى عدة مراكز أبحاث وطنية وجهات حكومية، وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وجامعة هارفارد، وجامعة ميتشجن، وتم دعم هذا المشروع بتبرع سخي من شركة سابك كشريك استراتيجي، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وشركة أبراج كابيتال، ووزارة الصحة، وجامعة الملك سعود. يشار إلى أن العمل الميداني للمسح الوطني للصحة وضغوط الحياة بدأ في إمارة مكة بتاريخ 29 صفر الماضي ويستمر إلى نهاية شهر شعبان المقبل، ومن المقرر أن يطبق هذا المسح ميدانيا في مدينة الرياض وباقي مناطق المملكة على عينة تشمل 10 آلاف فرد من السعوديين ذكورا وإناثا فوق سن الخامسة عشرة، يتم اختيارهم بشكل عشوائي من كل أسرة يقع عليها الاختيار حسب توزيع العينة العشوائي الذي سيغطي 13 من مناطق المملكة، وستتم مقابلة أفراد العينة وجها لوجه في منازلهم بواسطة فرق مدربة ومعتمدة من قبل خبراء المسح العالمي للصحة النفسية، ويحتوي كل فريق على رجل وامرأة لمقابلة الرجال والنساء كل حسب جنسه، وستستخدم في المقابلة أداة «CIDI 3.0» التي تم تطويرها من قبل جامعة هارفارد لغرض المسح العالمي للصحة النفسية. وتكمن أهمية هذه الدراسة في أنها ستزود العاملين في الصحة النفسية ومتخذي القرار برؤية واقعية تساعد في توفير الخدمات اللازمة للوقاية، والعلاج، والتأهيل في المملكة. ويهدف هذا المسح الوطني إلى تقدير الأمراض النفسية في مختلف مناطق المملكة، وتقدير معدلات انتشار الحالات النفسية، وحصر الأسباب الفردية للحالات النفسية، ودراسة الأمراض المشتركة بين الحالات والاضطرابات النفسية، وتقدير حجم الإعاقة الناجمة عن الأمراض النفسية، والتقديم لصناع القرار في مجال الصحة بالبينات والمؤشرات للحالات النفسية من أجل التخطيط الصحي واتخاذ القرارات الصحية، ويسهم هذا المسح في إنشاء قاعدة بيانات موثوقة عن الإعاقة، وتحقيق التناغم في استخدام الموارد التي يتم استثمارها في المملكة لتلبية احتياجات المعوقين. وكان المركز قد وقع برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس الأمناء، مجموعة من الاتفاقيات لتنفيذ البرنامج بين المركز وكل من وزارة الصحة، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وجامعة الملك سعود، كما تم توقيع اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية بين المركز ووزارة الشؤون الاجتماعية ومؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، إضافة إلى منظمة الصحة العالمية وجامعتي هارفارد وميتشجن الأمريكيتين. وبينت إحصاءات منظمة الصحة العالمية التي جعلت مرض الاكتئاب محور هذا العام كونه يحتل المرتبة الخامسة من مجمل الأمراض حاليا، أن كل شخص من 5 أفراد من المجتمع يشكو من عرض نفسي، وقد يكون هذا العارض بسيطا ولا يستوجب التدخل الطبي والدوائي، وأن علاج الأمراض النفسية يعتمد على أخذ التاريخ المرضي بشكل دقيق والوصول إلى تشخيصه بعد إجراء الفحوص الطبية والنفسية من قبل فريق متعدد التخصصات، وأن مسبباته تنحصر في عوامل وراثية وبيئية واقتصادية وضغوطات نفسية مع الاستعداد للإصابة بالمرض النفسي وأحيانا يصاب البعض بالأمراض النفسية دون وجود سبب واضح أو محدد.