أكد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة بريطانية نشرت أمس الأحد استعداده للتفاوض مع المعارضين «الذين يسلمون سلاحهم» حول إنهاء الأزمة في بلاده، مجددًا رفضه الرحيل من سوريا، لأن التنحي عن السلطة «لا يحل الأزمة». فيما، قتل حوالى 200 عنصر من قوات النظام ومقاتلي المعارضة في معركة استمرت 8 أيام في بلدة خان العسل في ريف حلب (شمال) وانتهت بسيطرة مسلحي المعارضة «بشكل شبه كامل» أمس على مدرسة الشرطة في البلدة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. ورأى الأسد في مقابلة مع صحيفة «صنداي تايمز» أنه «لو كان صحيحًا» أن تنحيه عن السلطة يحل الأزمة كما يقول بعض المسؤولين الغربيين، فمن شأن رحيله «أن يضع حدًا للقتال»، لكنه أضاف «من الواضح أن هذا تفكير سخيف، بدليل السوابق في ليبيا واليمن ومصر»، وتابع «لا يمكن لأي إنسان وطني أن يفكر بالعيش خارج وطنه، أنا كسائر المواطنين السوريين». وقال الرئيس السوري «وحدهم السوريون يمكنهم أن يقولوا للرئيس ابق أو ارحل، تعال أو اذهب، ولا أحد غيرهم»، وجدد الأسد استعداده للتحاور مع المعارضين لحل الأزمة في بلاده، وقال «نحن مستعدون للتفاوض مع أي كان، بما في ذلك المقاتلون الذين يسلمون سلاحهم»، مضيفًا «يمكننا بدء حوار مع المعارضة، لكن لا يمكننا إقامة حوار مع الارهابيين» حسبما قال. وأعلنت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا أخيرًا تأييدها لفتح حوار بين المعارضة السورية وممثلين عن النظام، متمسكة في الوقت نفسه بضرورة تنحي الأسد، لكن طهران أبرز حلفاء النظام السوري في المنطقة، أكدت أمس الأول بوضوح «موقفها الرسمي» على لسان وزير خارجيتها علي أكبر صالحي، وفيه تأكيد على بقاء الأسد في السلطة حتى موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة العام 2014 على الأقل. وقال صالحي في حضور نظيره السوري وليد المعلم «في الانتخابات المقبلة، سيشارك الرئيس الأسد مثل غيره (من المرشحين) ولينتخب الشعب السوري من يريد». وانتقد الأسد في حديثه إلى «صانداي تايمز» الدول الغربية، لا سيما بريطانيا التي أعلنت تأييدها رفع الحظر عن تسليح المعارضين السوريين.