أكد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة بريطانية نشرت امس استعداده للتفاوض مع المعارضين "الذين يسلمون سلاحهم" حول انهاء الأزمة في بلاده، مجددا رفضه الرحيل من سوريا، لأن التنحي عن السلطة "لا يحل الأزمة". ورأى الأسد في مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز" انه "لو كان صحيحا" ان تنحيه عن السلطة يحل الأزمة كما يقول بعض المسؤولين الغربيين، فمن شأن رحيله "ان يضع حدا للقتال". لكنه اضاف "من الواضح ان هذا تفكير سخيف، بدليل السوابق في ليبيا واليمن ومصر". وتابع "لا يمكن لأي انسان وطني ان يفكر بالعيش خارج وطنه. انا كسائر المواطنين السوريين". وقال الرئيس السوري "وحدهم السوريون يمكنهم ان يقولوا للرئيس ابق او ارحل، تعال او اذهب، ولا احد غيرهم". وجدد الأسد استعداده للتحاور مع المعارضين لحل الأزمة في بلاده، وقال "نحن مستعدون للتفاوض مع أي كان، بما في ذلك المقاتلون الذين يسلمون سلاحهم"، مضيفا "يمكننا بدء حوار مع المعارضة ، لكن لا يمكننا اقامة حوار مع الإرهابيين". واعلنت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا اخيرا تأييدها لفتح حوار بين المعارضة السورية وممثلين عن النظام، متمسكة في الوقت نفسه بضرورة تنحي الأسد. وانتقد الاسد في حديثه الى "صانداي تايمز" الدول الغربية، لا سيما بريطانيا التي اعلنت تأييدها رفع الحظر عن تسليح المعارضين السوريين. وقال "بصراحة بريطانيا معروفة بلعب دور غير بناء في منطقتنا في عدد من القضايا منذ عقود، والبعض يقول منذ قرون، انا اتحدث عن الانطباع السائد في منطقتنا". واكد الرئيس السوري ان "المشكلة مع هذه الحكومة (البريطانية)، هي ان خطابها السطحي وغير الناضج يبرز فقط هذا الإرث من الهيمنة والعدائية". وتابع "كيف يمكن ان نتوقع منهم تخفيف حدة العنف في حين انهم يريدون ارسال معدات عسكرية ولا يحاولون تسهيل الحوار بين السوريين؟". واضاف "اذا ارادوا ان يلعبوا دوراً عليهم التصرف بطريقة اكثر عقلانية ومسؤولية. والى ان يحصل ذلك فنحن لا نتوقع من مشعل حرائق ان يكون رجل اطفاء". من جهته قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان الرئيس السوري بشار الأسد "يعيش في الأوهام" لأنه لا يستطيع ان يرى ان يديه ملطختان بالدماء التي تسفك في بلاده. وقال هيغ انه سيعلن هذا الأسبوع عن تقديم المزيد من المساعدات للمعارضة السورية على شكل معدات غير قتالية، رافضا استبعاد احتمال تسليح مقاتلي المعارضة السورية في المستقبل. وتسعى بريطانيا الى رفع الحظر عن امداد مسلحي المعارضة السورية بالأسلحة، لكن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لم يوافقوا في اجتماع الشهر الماضي سوى على مد المسلحين بمساعدات "غير قتالية" و"مساعدات تقنية".