سيطر مقاتلون معارضون أمس الاثنين على سد الفرات في شمال سوريا، وهو أكبر السدود المائية في البلاد، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، مشيرًا إلى أنها «الهزيمة الاقتصادية الأكبر» للنظام السوري منذ بدء النزاع، وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن المقاتلين «سيطروا على سد الفرات في مدينة الطبقة الذي ما زال عاملا»، واوضح عبدالرحمن أن «مقاتلين من جبهة النصرة وكتيبة أحرار الطبقة وكتيبة أويس القرني»، دخلوا إلى غرف التحكم بالسد «قبل أن يعودوا ويتمركزوا على مدخليه، تفاديًا لأن يقوم النظام بقصف هذا السد الحيوي»، ويسمح السد المقام على النهر الذي يعبر تركيا وسوريا والعراق، بري آلاف الهكتارات، ويحجز خلفه «بحيرة الأسد» التي انشئت في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد. من جهته، قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية معاذ الخطيب إنه لم يجر حتى الآن أي اتصال مباشر مع الحكومة السورية، مؤكدا أن طرح المبادرة ليس ضعفا، وإنما لوقف نزيف الدم السوري، وقال الخطيب، في مؤتمر صحفي عقب لقائه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس بمقر الجامعة العربية «نطالب النظام السوري بأن يرحل، ولا مانع أن نفنى جميعا حتى تحرر سوريا، والشعب لن يتوقف عن ثورته، وعلى النظام أن يرحل. وأضاف الخطيب أن لقاءه مع الأمين العام ركز على المسألة السورية والأزمة التي يعيشها الشعب السوري، موضحًا أن الثورة السورية تقوم على ركنين أساسيين، «اولهما عسكري والثاني سياسي، ونحاول بكل الطرق أن نرفع معاناة شعبنا الذي تحمل شيئا لم يحدث في التاريخ أبدا». وأردف «أوجه رسالة أخيرة إلى النظام السوري بأن يحاول أن يتفهم معاناة الشعب السوري بان الثورة ستسمر ولن تتوقف أبدا، ونحن لا نوقف الثورة، بل ندفعها نحو نتيجة تضمن مصالح الشعب السوري». وأضاف»نطالب النظام بكل أركانه بأن يتفهم معاناة وآلام الشعب السوري وأن يرحل حقنا للدماء ووقفا للخراب والدمار فالشعب السوري لن يتوقف عن ثورته». واكد أن الرسالة الثانية هي «أننا لا نريد الحرب، ولكن لا مانع أن نتابع الثورة حتى نفنى جميعا وتحرر سوريا من هذا النظام، ليرحل ويوفر الدماء والخراب». وقال إن «المبادرة التفاوضية ليست ضعفا وإنما من باب مد اليد لرفع المعاناة عن شعبنا السوري»، وعبر عن أمله في أن يتفهم النظام السوري هذا الأمر الذي قد لا تتاح له فرصة أخرى لذكره مرة ثانية. بدوره، شدد رياض حجاب رئيس الوزراء السورى المنشق أنه لا يمكن أن يكون هناك أي حل سياسى لا يتضمن رحيل بشار الأسد وبضمانات دولية من مجلس الأمن والدول الخمس دائمة العضوية والدول الاقليمية والعربية والجامعة العربية المعنية بالأساس بالمسالة السورية، من جهتها نقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن مصادر رفيعة في إدارة الرئيس باراك أوباما، بأن إيران، وحركة «حزب الله» اللبنانية، تعكفان على بناء شبكة واسعة من المليشيات للحفاظ وحماية مصالحهما في سوريا حال انهيار نظام الرئيس، بشار الأسد، أو إذا ما أجبر على الانسحاب من دمشق، وقال أحدهم إن الجمهورية الإسلامية تدعم العملية، التي وصفها بالكبيرة بحوالى 50 ألف رجل مسلح، مضيفاً: قد تبدو النوايا المباشرة من ذلك دعم النظام السوري، لكن ما هو أهم لإيران هو الاحتفاظ بقوة في سوريا يمكن الاعتماد والركون إليها»، وأكد مسؤول عربي بارز على تصريحات نظيره الأمريكي قائلاً بأن إيران تعمل على مسارين في سوريا: «الأول لدعم الأسد، والآخر للإعداد في حال سقوطه.» المزيد من الصور :