أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري، معاذ الخطيب، أن المعارضة السورية مستعدة للتحاور مع النظام السوري، ممثلاً بنائب الرئيس فاروق الشرع، على مبدأ حصري هو رحيل النظام. وأوضح في حديثه لقناة «العربية» امس أن الحاجة الإنسانية لوقف المعاناة هي التي دفعته لاقتراح مبادرة الحوار مع النظام، مؤكداً أن الثورة ستستمر على الرغم من دعوات المعارضة إلى الحوار مع النظام.وكشف الخطيب أن هذه الفكرة كانت بالأساس طرحاً شخصياً منه، لقيت استحسان أطراف عدة، ومنها الهيئة السياسية المؤقتة للمعارضة السورية، مبدياً تفهمه لعدم قبول البعض لها.وأقر بوجود تباينات بالآراء، إلا أنه وصفها بالشيء الإيجابي، حيث إن الحوار والتفاعل سينتج الموقف الأصوب، مشدداً على ضرورة أن يتشارك الشعب السوري في صناعة مستقبله.وشدد رئيس الائتلاف الوطني على أن «المهم أن يقبل النظام بمبدأ التفاوض على رحيله»، مضيفاً: «قناعتي الشخصية هي أنه إذا كان النظام سيقبل بهذا الأمر، ينبغي ألا نغلق الباب أمامه».وفي هذا السياق، نفى وجود أي ضغوط دولية أو إقليمية على المعارضة تدفعها للتحاور مع النظام السوري.وعن اختيار الشخص الذي تقبل المعارضة محاورته، شرح أن بعض أفراد النظام السوري أيديهم غير ملطخة بالدماء ولم يقوموا مباشرة بتعذيب معارضين. وشرح أن المعارضة تقبل التحاور مع عدة شخصيات تشغل مناصب حساسة في النظام السوري تكتم عن الكشف عن أسمائها.وأعطى الخطيب اسم فاروق الشرع على سبيل المثال، مذكراً أن نائب الرئيس السوري ومنذ بداية الأزمة كان يرى أن الأمور لا تمشي في الطريق الصحيح. إلى ذلك حقق مسلحو المعارضة السورية أمس، تقدمًا على الأرض في محافظة الرقة في شمال سوريا، باقتحامهم سد البعث الإستراتيجي (غرب) بعد معارك دامية مع القوات النظامية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، يأتي ذلك، فيما جدد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي في دمشق أمس، دعم بلاده لنظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواجه ثورة شعبية منذ مارس 2011 قضى فيها أكثر من 60 ألف شخص. وقال المرصد في بيان: «سيطر مقاتلون من جبهة النصرة وكتيبة أحرار الطبقة ليل الأحد على مداخل سد البعث قرب بلدة المنصورة غرب مدينة الرقة». ويقع السد بين مدينتي الرقة والطبقة اللتين لا تزالان تحت سيطرة القوات النظامية، في وقت باتت معظم مناطق الريف بين أيدي المقاتلين المعارضين. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن اشتباكات عنيفة سبقت اقتحام السد الإستراتيجي الذي يستخدم لتوليد الكهرباء وتجميع المياه، وأشار إلى «اشتباكات عنيفة درات أمس الاثنين بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط القسم الشمالي الشرقي من قيادة الفرقة 17 في الجيش السوري» الواقعة شمال مدينة الرقة، وفي ريف دمشق، نفذت طائرات حربية أمس، غارات جوية على بلدة كفربطنا والمناطق الواقعة بين مدينتي حرستا وزملكا ومدينة دوما، ترافقت مع اشتباكات في مناطق أخرى من الريف الدمشقي، ووقع انفجار في سيارة في حي الميدان في دمشق بالقرب من المتحلق الجنوبي صباحًا، ما أدى إلى إصابة السائق بجروح، بحسب المرصد. إلى ذلك، علق أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي على الغارة الإسرائيلية الأخيرة التي قالت دمشق: «إنها استهدفت مركزًا عسكريًا للبحوث العلمية قرب العاصمة»، قائلاً: «إن إسرائيل ستندم على عدوانها على سوريا». وأقرت إسرائيل ضمنًا الأحد بأنها نفذت الغارة في سوريا بعدما الزمت الصمت حول هذا الموضوع على مدى أيام، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمام مؤتمر الأمن الدولي الذي انعقد في ميونيخ في نهاية الأسبوع، ما حصل قبل أيام يثبت أنه حين نقول شيئًا إنما نلتزم به، لقد قلنا إننا لا نعتقد أنه يجب السماح بنقل أنظمة أسلحة متطورة إلى لبنان»، في إشارة إلى حزب الله اللبناني حليف دمشق، وكانت سوريا نفت التقارير التي أشارت إلى أن إسرائيل استهدفت موكبًا كان متجهًا من سوريا إلى لبنان، مشيرة إلى أنها استهدفت مركزًا للبحوث العلمية «لرفع مستوى الدفاع عن النفس»، وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية الأحد نقلاً عن مسؤول عسكري أميركي أن الغارة ألحقت أضرارًا بمركز الأبحاث الرئيس حول الأسلحة البيولوجية والكيميائية في سوريا، وأن القنابل الإسرائيلية استهدفت «آليات كانت تنقل أسلحة أرض جو».