* اكتشفت وبالصدفة أن مشكلتنا مع (الإنجاز غير المسبوق) هي قضيتنا نحن التي اعتدنا عليها من بعض قطاعاتنا الخدمية لدرجة أننا نبني جداراً ونسميه إنجازاً غير مسبوق، نردم حفرة ونسميه إنجازاً غير مسبوق ، ندفن مستنقعاً وقبل أن ننتهي نصرح للإعلام عن أنه إنجاز غير مسبوق، نقبض على عشرين مخالفاً للإقامة ونسميه إنجازاً غير مسبوق، ننفخ قربة ونقول إنجاز غير مسبوق ، نفتح عيادة للأسنان في مدينة تحتاج لمائة عيادة ونقول إنجاز غير مسبوق، وتظل حياتنا هكذا مع تلك القطاعات الخدمية من إنجاز الى آخر، وكلها إنجازات غير مسبوقة وحين يأتي القدر ويهدم المنجز غير المسبوق نتوارى وكأن شيئاً لم يكن ويصبح الإنجاز غير المسبوق منجزاً لا يستحق كل تلك الأناقة واللياقة خاصة حين تنتهي الحكاية بكارثة مدمرة وفضيحة مدوية للإنجاز غير مسبوق، فهل هناك سبب صنع العلة وحوَّل منجزاتنا غير المسبوقة الى مآسٍ غير محسوبة؟. أنا أعتقد أننا نحن السبب وأن بيننا أناساً احترفوا تزييف الحقائق بطريقة مخجلة وصنعوا من الحبة قبة وكل ذلك بهدف مخادعة الآخر واللعب عليه ليصدق ويفرح ومن ثم يكون البكاء الخاتمة للإنجاز غير المسبوق...،،، * من يداوي الجرح ومن يشفي الصدمة ومن يرفع الضرر ومن ينجي الناس من متاعبهم مع كل المنجزات التي وصفناها بالمفردات الرنانة ومنحناها كل الصفات البيض وفي زمن قصير سقطت وهوت حطاماً لاقيمة له، وهي فاجعة أن تهوي منجزات أمام خرير الماء بينما كان الجميع يعتقد انها منجزات عملاقة لدرجة أن بعضهم كان يصفها بأنها غير مسبوقة تم إنجازها في زمن قياسي فاستحقت لقب إنجاز غير مسبوق وبسببها كانت النكبة لمدينة في زمن قياسي حين حمل الماء الطرق وأعطب الجسور ومزق أوتار ومفاصل المكان وبكى الناس مالهم وحلالهم الذي لم يستطيعوا أن يحملوه معهم ولا يمنعوه من الذهاب في الطوفان.. فهل هناك تعب أكبر من أن تخسر مالاً ومن ثم تبكي دماً وألماً وحسرة ..وكل ذلك بسبب الإنجاز غير المسبوق...،،، * (خاتمة الهمزة)... ما أجمل قائمة الأشياء العادية وحتى غير العادية والتي كانت تأتي من خلال إخلاص الرجال ووفاء النساء وبالرغم من أنها لم تكن إنجازات غير مسبوقة إلا ان بعضها ما يزال واقفاً في شموخ حتى اكتسب صفة التراث وهي صفة لا علاقة لها إطلاقاً بالإنجاز غير المسبوق .وهي خاتمتي ودمتم..،،، @ibrahim_wsslتويتر [email protected]