· يا صديقي الجميل شكرا لك من أعماقي على ما تقدمه أنت منك للسعودية من جهود رائعة بهدف إعلاء الصورة الذهنية لها، هذه المؤسسة التي تحتاجك وكل المخلصين لكي تبني جيلا جديدا وأسطولا جديدا يناسب طموحات العصر ولأن للتغيير متاعب كثيرة مع أعداء التغيير الذين يجهلون أن صناعة الطيران صناعة مكلفة، صناعة تتلخص مهمتها في النقل الجوي وهي المهمة التي تحتاج للعقول المدربة والطاقات المؤهلة القادرة على إدارة المهمات بالطرق العلمية لا بعقلية الراعي والقطيع ولا بالمحسوبية الكريهة التي عطلت الكثير من المشاريع وهي حقيقة عشتها أنا من خلال تعبي الذي استمر لأكثر من خمسة وعشرين عاما بدأتها بوظيفة صغيرة وأنهيتها بالتقاعد المبكر لأغادر السعودية وفي ذاكرتي خليط من مواقف جميلة وأخرى قاتمة وقاتلة وبرغم قسوتها كنت الصابر المحتسب الذي يرضى بالقدر خيره وشره حتى لو وضعه في مكان يديره بغل وكل ذلك من أجل الصغار والخوف من سوط السلطة وكنت أهرب أيضا لكي لا أضطر أقولها أمام الملأ ويكون عقابي الفصل . · من تلك الأيام أجدني اليوم أقدم مباركتي لزميلي الأستاذ عبدالبر الأهدل هذا الزميل الذي أخلص وأتقن وأنجز فكانت النتائج المثمرة وكان النجاح الذي توقعته له يوم قابلته في مكتبه الصغير يدير قسم التذاكر المجانية، يومها بدا لي في هيئة مختلفة حيث كان يقف على رؤوس الموظفين ويقدم لهم كل ما بوسعه من الدعم والمساعدة بهدف إنجاز المهمة في زمن قياسي والتسهيل على الناس وحين شاهدت ذلك شكرته ومن ثمّ قلت له: يا صديقي سأراك في القريب العاجل في مكان أكبر وها هو يصل للمكان الذي توقعته له بجهوده وتعبه الذي بدأ به الحياة ومن ثمرة يديه وجهوده وإخلاصه صنع لنفسه تاريخا مشرقا ونجاحا لافتا ومن كل ذلك كانت انطلاقته ليصل اليوم للوظيفة التنفيذية وهي حقيقة جاءت من خلال رجل لم يعتمد على الواسطة في تقدمه ولا على ( طأطأة الرؤوس ولا أمرك وسم وطال عمرك ) لأن همّه واضح وهدفه إنجاز المهمة بجودة عالية فما أجمل أن ينجح الرجال في الحياة العملية معتمدين على ما يملكونه من فكر وعلم وتأهيل يسهمون به في تطوير المكان ومن يكره أن يجد في كل مكان مخلصا، لكن المؤسف أن مثل هذه النماذج يستحيل أن تجدها بكثرة والسبب أن في عالمنا اليوم حكايات (الواو) التي دمرت وحطّمت المنجزات وحسبي أن أقول لأخي عبدالبر: مبروك عليك هذه الوظيفة الحساسة والمهمة التي أتمنى أن تحقق من خلالها تخليص المؤسسة من أولئك الذين يديرون المهمات بالبركة ويعتقدون أنهم يقدرون على أن يشتروا بالفلوس كل الأشياء !! · خاتمة الهمزة .. حين وضعك معالي المهندس خالد الملحم في هذا المكان أجزم أنه بدأ تاريخا مختلفا في تنفيذ خطط الخصخصة لأنه يعرف عنك أنك عملي تستطيع أن تعمل لأكثر من 16 ساعة ودقيق جدا في تطبيق معايير الجودة وما أتمناه هو أن تنجح في تحقيق رضا العملاء لتخدم هذه المؤسسة التي علّمتنا الإخلاص وزرعت في أرواحنا الولاء ولأن لكل مجتهد نصيبا كانت الخاتمة ودمتم . [email protected]