بلا جدال يعتبر اللاعب الويلزي رايان جيغز الذي اقترب من بلوغ عامه الأربعين دون أن يغادر قلعة أولد ترافورد بمدينة مانشستر، أسطورة حية ما زالت قادرة على إلهام الأجيال القادمة إلى ما لا نهاية. رايان جيغز الذي بدأ في تمثيل الفريق الأول منذ سن السابعة عشرة، وشارك المدير الفني الأسطورة السير أليكس فيرجسن في إحراز جميع الألقاب التي حصل عليها مع النادي، تمكن بمساعدة السير أليكس من التعامل مع فقدانه لبعض أهم مهاراته وفي مقدمتها السرعة، وتحول من مركز الجناح الكلاسيكي إلى مركز المحور في خط الوسط. لكن الجميل أن جيغز ما زال قادرا على سد خانة الجناح عندما يتعرض الفريق لافتقار جهود جناحاته الأساسية، كما أن اللاعب سبق له وأن لعب في مركز المهاجم ومركز الظهير الأيسر أيضا. جيغز الذي لعب حوالي تسعمائة وثلاثين مباراة مع ناديه، وتمكن من تسجيل ما يزيد عن مائة وستين هدفا، لاعب أسطوري بلا شك، لكن المتأمل لمسيرة هذا اللاعب الظاهرة لا يستطيع أن يتجاهل دور السير أليكس في صقله وتشكيل شخصيته كلاعب وإنسان، إذ بدأت العلاقة الخاصة بين الطرفين منذ أن حل السير أليكس في حياة اللاعب رايان جيغز الذي كان يبلغ من العمر أربع عشرة سنة فقط، محل الوالد الغائب الذي لم يره اللاعب سوى مرة واحدة في حياته. من جهة أخرى فإن استمرار اللاعبين في سن متقدمة يعتبر إحدى الظواهر التي ينفرد بها مانشستر يونايتد، وبالتالي السير أليكس فيرجسن عن باقي الأندية والمدراء الفنيين الآخرين. فبالإضافة إلى صاحب التسعة والثلاثين عاما، رايان جيغز، هناك بول سكولز صاحب السبعة والثلاثين عاما والذي مثل الفريق أكثر من سبعمائة مرة، وهناك ريو فيرديناند الذي أكمل عامه الرابع والثلاثين ومثل الفريق أكثر من أربعمائة مرة. وإضافة إلى هؤلاء هناك عدد من أهم اللاعبين الذين بلغوا الحادية والثلاثين وما زالوا في قمة عطائهم، كلاعب المحور وقائد خط الوسط مايكل كاريك، والظهير الأيسر باتريس إيفرا، وقلب الدفاع وقائد الفريق نيمانيا فيديتش. وهذا يدل على أن السير أليكس قادر ليس فقط على صقل مواهب لاعبيه واكتشاف إمكاناتهم واستغلال قدراتهم في العديد من المراكز، ولكنه قادر أيضا على المحافظة على مستوياتهم لفترات طويلة جدا. بالمقابل فإن السير أليكس فيرجسن يعتمد على كم غير قليل من اللاعبين الذين تقل أعمارهم عن الثالثة والعشرين، ليحقق التوازن بين عنصري الخبرة والشباب، والسرعة والحنكة التكتيكية. ومن هؤلاء حارس المرمي ديفيد دي خيا، والظهير رافاييل، وقلبا الدفاع كريس سمولينغ وفيل جونز، ولاعبا خط الوسط توم كليفرلي وباول، والمهاجمان داني ويلبك وتشيشيرتو هيرنانديز. ويبقى اللاعبون الذين تخطوا الخامسة والعشرين ولم يبلغوا الثلاثين، هم فرس الرهان الدائم، ومنهم فان بيرسي وروني وأشلي يونغ وناني وفالنسيا ودارين فليتشر ( الذي عاوده المرض وسيغيبه حتى نهاية الموسم ) وأندرسن. إذا كان جيغز هو أسطورة لاعبي يونايتد، فإن السير أليكس هو أسطورة التدريب ليس على مستوى النادي وحسب، وإنما على مستوى تاريخ اللعبة كلها. [email protected]