هذه العبارة يقولها بعض إخواننا إذا حصلت له مشكلة أو تعقدت له معاملة او وقع في موقف محرج ، فيقول ما صدقت على الله أنها تحل ، او ماصدقت على الله أني اخرج من هذا المأزق ، وهذه العبارة ينبغي ألاّ تقال لأنها من العبارات الموهمة التي قد يُفهم منها معانٍ أخرى سيئة من ذلك : 1- أنه قد يُفهم من قوله هذا انه يشكّ في قدرة الله في حصول ذلك الأمر ثم حصل بعد ذلك ، والله سبحانه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. 2- أن هذه العبارة تحتمل سوء الظن بالله تعالى وذلك ان القائل لهذه العبارة كأنه يقول ما ظننت أن الله يخرجني من هذا المأزق او يحل هذه المشكلة ، ونحن على يقين أن كثيرا من الذين يقولون هذه العبارة لا يعنون المعنى الفاسد والباطل، لكن لا بد من التنبيه للألفاظ الموهمة. سُئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله – عن عبارة « ما صدّقت على الله أن يكون كذا وكذا « . فأجاب رحمه الله: «يقول بعض الناس ما صدّقت على الله أن يكون كذا وكذا ، ويعنون ما توقعت وما ظننت أن يكون هكذا ، وليس المعنى ما صدّقت أن الله يفعل لعجزه مثلاً ، فالمعنى أنه ما كان يقع في ذهني هذا الأمر ، هذا هو المراد بهذا التعبير ، فالمعنى صحيح لكن اللفظ فيه إيهام ،وعلى هذا يكون تجنّب هذا اللفظ أحسن لأنه موهم ، ولكن التحريم صعب أن نقول حرام» فعلى المؤمن أن يحسن الظن بربه جل وعلا فهو سبحانه جواد كريم رحمن رحيم، لايعجزه شيء في السموات و الأرض. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي « متفق على صحته وعن وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ « رواه ابن المبارك في الزهد وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ،قَالَ: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، إِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ « قال ابن الجوزي كشف المشكل من حديث الصحيحين (3 / 323):إن صدق رَجَاء الْمُؤمن لفضل الله عز وَجل وجوده يُوجب حسن الظَّن بِهِ. وقال المناوي في فيض القدير (2 / 312):( ظن عبدي بي) «أي أعامله على حسب ظنه وأفعل به ما يتوقعه مني فليحسن رجاءه أو أنا قادر على أن أعمل به ما ظن أني أعامله به فالمراد الحث على تغليب الرجاء على الخوف والظن على بابه ذكره الفاض». فعلى المؤمن أن يكون حسن الظن بربه في حال السراء والضراء في المنشط والمكره ، وليعلم أنه يدعو جوادا كريما لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. وفق الله إخواني الكرام لما يحبه ويرضاه في العاجل والآجل.