وجدت في تعليقات القراء علي مقالي بعنوان عدالة السماء (الجمعة 5/8/2011) الذي تناولت فيه محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك ورأيت فيها حكمة الخالق عز وجل وعدالة السماء التي لا تُخطئ، تعليقا من أحدهم ترك صاحبه موضوع المقال ووجه لي الملاحظة التالية: [[عدالة السماء !!! هذا وأنت دكتور تقول عدالة السماء، السماء إحدى مخلوقات الله وليس لها أي إرادة او مشيئة أو عدالة , أصبحنا نردد الكلمات من غير فهم لمعناها، استغرب مثل هذه الألفاظ وخصوصا من الطبقة المثقفة !!!]] . وأقول .. لو أختلف معي صاحبنا في الرأي في صلب المقال وخالفني 100% لاحترمته واحترمت رأيه، فهناك غيره كثيرون يبدون آراء لا تثيرني قدر ما أستفيد منها وأخذ ما أري نجاعته منها مأخذ التعلم والاستفادة. ولقد دار بيني وبين اثنين من الأخوة من أصدقاء الفيس بوك حوار راقٍ ناقشاني فيه في نفس المقال واختلفنا في وجهات النظر وانتهينا إلى احترام كل منا وجهة نظر الآخر .. دون أن يفقد أي منا احترامه وتقديره للآخر. لكن هناك من الناس من يتفاخر بعلمه بحيث يشعر الغير بأنهم دونه مكانة و منزلة، والأدهى والأمر هم أولئك المتكبرون بالدين، حيث يعمد أمثال هؤلاء إلى إظهار الآخرين بأنهم جهلة لا يفقهون وبأنهم أعلى منهم منزلة .. مع أن ديننا الإسلامي يدعو إلى التواضع. عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ”ما نقصت صدقةٌ من مال ، وما زاد الله عبداً بعفوف إلا عزّاً ، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله ”. ولقد رجعت إلى مركز الفتوى في موقع إسلام ويب في سؤال: هل يجوز استخدام كلمة « عدالة السماء « ؟فإذا كان لا يجوز استخدام هذه الكلمة فكيف نفسر قول الله تعالى (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) الذاريات 22 فهل الله سبحانه وتعالى يقصد أن السماء هي التي ترزقنا ؟ طبعا لا ولكن هذا( تشبيه) يراد به توضيح أن الله الذي هو في السماء بيده الأرزاق. وكان مُلخص الإجابة التي يستطيع القارئ العودة إلى مصدرها هي: إذا كان قصد المتكلم بالعبارة المذكورة (عدالة السماء) أي عدالة شريعة الله تعالى من السماء فهذا لا مانع منه.فقد روى مسلم وغيره أن أم أيمن رضي الله عنها قالت لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما عندما جاءا لزيارتها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم: .. ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء. وفي رواية الدارمي: .. ولكني أبكي على خبر السماء انقطع. وقصدها بذلك وحي الله تعالى المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم. ولكن ينبغي للمسلم أن يتجنب الألفاظ الموهمة، وخاصة إذا كان يخاطب قوما لا يفهمون أو لا يستوعبون أساليب اللغة العربية. وهكذا فإن التنطع والتشدد والغلو ليس من الدين في شئ .. وترك الجوهر والتمسك بالقشور هي حجة التافهين الذين لا يتورعون رغم خوائهم وقلة علمهم عن الإصرار على أن يضيفوا إلى كل ذلك «قلة في العقل»، و»زلافة في اللسان»، و»جلافة في المنطق»، و»غلاظة في القول». ومثل هؤلاء يرون القشة في عيون الآخرين ولا يرون الخشبة في أعينهم؟! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain