بدأت أنظار كثير من السيدات الباحثات عن مشروعات ناجحة تتجه إلى افتتاح المدارس، حيث بدأ استثمارهن الجاد في مجال التعليم بعد سلسلة بحث عن المشروعات الهادفة التي تعود عليهن بالربح وتعود على أفراد المجتمع بالنفع وتكون منشأ لأجيال المستقبل. وكان لهن ما أردن، حيث بدأت عشرات المدارس تفتح أبوابها على يد سيدات في مقتبل العمر لم يحالفهن الحظ في الحصول على الوظيفة، فقررن البحث عن مشروعات قريبة من طموحهن وكان لهن ما أردن، حيث توفر لهن الدعم المادي من خلال حصولهن على قروض لافتتاح المشروعات وتحقيق حلمهن. «المدينة» التقت مع عدد من السيدات اللاتي تحدثن عن هذه التجربة ومدى سعادتهن بتحقيق الحلم. شروط تعجيزية تقول سلوى محمود نجاح ان الأفراد الذين طرقت بابهم وضعوا في البداية شروطًا تعجيزية لعل أبرزها المشاركة في المشروع أو الحصول على نسبة من الفوائد، أما الشبهة الشرعية للقروض البنكية فكانت كافية لصرف النظر عنه، وقد جعل الله لها مخرجًا حين قيض لها من يرشدها إلى «باب رزق جميل»، فتوجهت إلى مسؤولة برنامج دعم المشروعات الصغيرة في جدة وعرضت عليها دراسة جدوى المدرسة والتي اقتنعت بها وبجديتها ومقدرتها على إنجاح المشروع، وبالفعل افتتحت سلوى المدرسة بعدما تم دعمها وجهزتها، فكانت منارة من منارات العلم ومنشأ لأجيال المستقبل، والآن تشعر السيدة سلوى بمنتهى الفخر وهي تتفقد الصفوف وتوجه المعلمات لما فيه مصلحة الأطفال. وتحكي وفاء علي العجمي أنها كانت تمني النفس بوظيفة مدرسة لحبها للعلم، فحاولت بعد التخرج الحصول على تلك الوظيفة تحقيقًا لحلمها وتحسينًا لوضعها المادي، طرقت أبواب المؤسسات التعليمية ولكن الحظ لم يحالفها، فكررت المحاولات كثيرا حتى تراجع الحلم إلى مرتبة ثانية من حيث الأولوية، فصار ضمان لقمة العيش أكثر إلحاحًا فولّت وجهتها إلى الشركات الحكومية والخاصة بحثًا عن وظيفة في مجال غير التعليم، ولكن حظها لم يكن أفضل حالًا، ففكرت في بدء مشروع صغير لم تتردد في تحديده إذ إن حبها الأول هو التعليم، فاختارت مشروع إنشاء مدرسة خاصة ولكن بحكم عدم مقدرتها المالية على تمويل ذلك المشروع فقد لجأت إلى «برنامج دعم المشروعات الصغيرة» في «باب رزق جميل» لثقتها بكونه أهم وأول السبل في توفير فرص عمل للشباب والشابات من خلال فتح مشروعات جديدة استوفت الطلبات وكامل الشروط التي انطبقت عليها، وحصلت على موافقة الإدارة لدعمها عن جدارة افتتحت وفاء حلم حياتها وأنشأت مدرستها التي تأمل من خلالها بتحقيق أحلامها وطموحاتها. روضة وحضانة وتحدثت السيدة جيهان الشيخ عن مشروعها فقالت: مرحلة رياض الأطفال من أهم المراحل التي يمر بها الطفل في بداية حياته وتعرّفه على العالم الخارجي حيث تتبلور في هذه المرحلة شخصية الطفل ويقل تعلقه بوالديه تدريجيًا استعدادًا للمدرسة ويكتشف الطفل أن هناك أشخاص يحبونه ويعتنون به غير والديه وإخوته فيشعر بالأمن والاطمئنان تجاههم، فكان حلمها أن تساهم في بناء جيل المستقبل من خلال افتتاح روضة أطفال وتحقق حلمها، حيث وفر باب رزق جميل لها الدعم وافتتحت روضة أطفال تسعى إلى تنميه مهارات الطفل الحسية والادراكية، وذلك من خلال إيجاد البيئة المناسبة التي تتوفر فيها كل احتياطات السلامة المطلوبة. وعن أهمية الدعم الذي قدم لها تقول: حققت حلمًا كبيرًا حين كسبت ثقة ورضا أولياء الأمور، وجسدت ذاتي وإرادتي بهذا العمل الفريد من نوعه، الذي هو أشبه ما يكون بالمجازفة في ظل كثرة رياض الأطفال والمنافسة الشديدة.