سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المملكة على أعتاب مرحلة جديدة القرار الذي اتخذته القيادة بإدخال المرأة إلى أروقة الإدارة العليا وإشراكها في صناعة القرار وأعمال مجلس الشورى يُعَد خطوة تاريخية وقفزة نوعية وإنجاز عظيم
يأتي التشكيل الجديد لمجلس الشورى ليضع المملكة أمام تحديات جديدة في مجال الإدارة وآلياتها، حيث إن دخول ثلاثون عنصر نسائي من تخصصات علمية مختلفة سيضفي على المجلس خبرات وجهود واعدة من شأنها تحفيز جميع الأعضاء على المثابرة والجدية في دراسة المواضيع التي تُعرض عليهم، وتُلامس حاجات المواطنين في كافة المجالات، والدفع بتوصيات فعّالة لمواكبة المستجدات في شتى المجالات المحلية والدولية، وسوف يكون للقرار أصداء واسعة تغير النظرة السائدة عن شعب المملكة في الأوساط الدولية، حيث يُنسب لمجتمعنا أنه يهضم حقوق المرأة، ولا يُفسح لها المجال للمشاركة في إدارة شؤون المجتمع إلا في حدود ضيقة مرتبطة بالأعمال المنزلية وبعض التخصصات المحدودة مثل التعليم والطب. والقرار الذي اتخذته قيادة المملكة العربية السعودية بإدخال المرأة إلى أروقة الإدارة العليا وإشراكها في صناعة القرار وأعمال مجلس الشورى يُعَد خطوة تاريخية وقفزة نوعية وإنجاز عظيم، يُضاف لمنجزات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وشد أزره بولي عهده الأمين سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز ومتّع الجميع بالصحة والعافية، وأدام على وطننا الغالي نعمة الأمن والاستقرار. ومن الواضح أن القرار أتي بعد دراسة متأنية استكملت جميع الترتيبات للإقدام على مثل هذا القرار الهام حتى اكتملت الصورة ومهدت الأرضية لذلك، لضمان النجاح وسير أعمال المجلس بخطى ثابتة، ولتمكين المرأة من المشاركة الفعالة إلى جانب الرجل بثقة واطمئنان. وتجاوز هذا التحدي من شأنه أن يفتح المجال لتجاوز تحديات أخرى؛ لها مساس بمشاركة المرأة في مواقع أخرى؛ مع احتفاظها بمكانتها الاجتماعية، تُوفِّق بين دورها الجوهري كأم وربة منزل ترعى هموم النشء وتحرص على تربيته، وتُثبت أن مشاركاتها خارج المنزل لا تنتقص من ذلك الدور العظيم الذي لا غنى عنه. والمشهد أننا أمام مرحلة جديدة يتحمَّل الجميع أعباء مسؤولياتها كمجتمع، ونتطلع لمواكبة كل المستجدات بكل تبعاتها كشركاء متعاونين نعمل من أجل الإصلاح والتغيير المُنظَّم، الذي يصب في المصلحة العامة - بدون أن تتعرض المنجزات التي تحققت خلال العقود الماضية للتراجع - من أجل استمرار مسيرة التنمية.. وترشيد موارد الثروة.. وضمان حق الأجيال القادمة في حياة كريمة على هذه الأرض الطيبة.. تثبت وجودها بإضافات إيجابية لمنجزات أسلافها، وتصوغ مشروعها النهضوي الهادف لمستقبل أفضل بإذن الله تعالى. هذا هو التحدي الماثل أمامنا في هذه المرحلة التاريخية. وأختم برفع أسمى آيات الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وأحر التهاني لأعضاء مجلس الشورى الجديد من الجنسين، والدعاء لهم بالتوفيق والسداد في خدمة الدين والوطن والمواطن. والله ولي التوفيق. [email protected]