بالأمس ودّعنا سمو الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه-، واليوم نستقبل سمو الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أميرًا لمنطقة المدينةالمنورة، فكان خير خلف لخير سلف.. فألف مرحب بسموه الكريم. فأي إنسان يجيء إلى المدينة يقصد العمل بها يجد نفسه -لا إراديًا- وقد عاش وتعايش فيها، وأصبح أسير محبّتها، فالإنسان في المدينة يشعر بالراحة النفسية والغبطة والسرور..! ونقول لسمو الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز: نعم سمو الأمير الجليل لقد اختارك ولى الأمر لتعيش في أرض الخير، أرض العطاء والنماء.. أرض امتلأت بذكريات الجهاد في سبيل الله، ففي كل ركن -بل كل جانب- يحكي التاريخ المسطر بمداد من ذهب أثر الرجال الأشاوس الذين ضحّوا في سبيل الله، وفي دفع كلمة الله لتبقى هي العليا. هؤلاء الشهداء الذين جابوا الأرض يملأون الإيمان والتاريخ والتوحيد.. إنها الأرض الطاهرة والبقعة العظيمة المباركة التي تضم مثوى ومسجد أفضل خلق الله قاطبة، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أخرج الأمة -بأمر ربه عز وجل- من دياجير الظلام إلى عالم النور والهداية والسمو والرفعة. إنها فرحة غامرة بك تملأ القلوب بهجة وحبورًا، وإكبارًا وجلالًا وتقديرًا لسموكم الكريم. إن التوهج والحرارة في استقبالكم نابعان من القلب، من صميم القلب المحب.. فأهل المدينة يشعرون في داخل وجدانهم بأنك استقيتَ من والدك -حفظه الله ورعاه- المفاهيم الحقيقية للتعامل اللبق، والأخلاق السمحة، والشخصية الحكيمة المتواضعة، وهذا أبرز ما يُميّز سموكم الكريم.. فكل هذه الصفات جعلت من سموّكم رجلًا ناجحًا ومثالًا للقيادة الرصينة بجميع مقاييسها ومعاييرها. إن كل فرد في المدينةالمنورة يُدرك ذلك، ويتجسد واضحًا على وجوههم، وقد عمتهم الفرحة والسعادة والبهجة والسرور بمقدمكم الميمون.. إنهم يُمجِّدون هذه الأيام الخالدة التي تحتضنكم، فمرحبًا بكم بيننا، بين أهليكم وعشيرتكم.. وبالورد والفل والنعناع نستقبلكم.. ومرة أخرى نرحب بكم على أرض الجود والكرم. إن الله أكرمنا واختار لنا المعيشة هنا في الجوار العظيم؛ الذي صقل أهل المدينة.. فالجوار والقدسية زادتهم خشوعًا ونبلًا وأخلاقًا فاضلة كريمة.. كيف لا وهم يعيشون على بُعد أمتار قليلة من قبر سيّد البشرية المصطفى صلى الله عليه وسلم. فهنيئًا لنا بالجوار، وهنيئًا لنا بأميرنا فيصل حفظه الله وسدد خطاه. [email protected]