لن أبالغ إن قلت إن شيئاً عظيماً حدث في الكون وعلى وجه الأرض تحديداً بعودة سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام سليماً معافى بعد غيبة ووحشة عاد سموه الكريم قد منَّ الله تعالى وله المنَّة والفضل على سموه الكريم بلباس الصحة والعافية عاد سموه مبتسماً مبتهجاً بفضل الله تعالى وإحسانه لا تكاد تفارق وجهه البهي الابتسامة المشرقة كعادته حفظه الله. لا مبالغة إن قلت إن الفرحة والبهجة وتبادل التهاني تجاوزت البشر وبني الإنسان إلى غيرهم من مخلوقات الله تعالى ممن شملتهم حسناته وطالتهم خيراته وعمتهم أياديه البيضاء. نعم لا مبالغة في ذلك لأنني تابعت وصول سموه الكريم لحظة بلحظة وتابعت ما بثته وتبثه وتناقلته القنوات الفضائية ووسائل الإعلام من تعداد مواقفه الإنسانية وكرمه العظيم وجوده المضاعف تابعت بعضاً من لقاءات سموه الكريم في مرحلة العلاج هناك بالمبتعثين وحنوه وأبوته العظيمة ومكرمته لهم بعشرة آلاف دولار لكل واحد منهم وحينما قابلوها بالتصفيق الطويل والشكر العظيم لسموه الكريم لم يتمالك نفسه الكريمة الطيبة بإظهار مشاركتهم والفرح بفرحتهم والبهجة والسرور بسرورهم. وتابعت تشرف الطفل المعاق بضمه سموه الكريم لصدره وحينما قال له الطفل أنا أحبك رد عليه بنفس العبارة قائلاً وأنا أحبك بعد. مواقف إنسانية لم يتحدث عن مثلها التاريخ إلا مع صفوة الخلق وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم كرم وجود وإحسان لم يعرف في مخلوق سوى سيد المخاليق عليه الصلاة والسلام. تابعت ما تحدث به فضيلة الدكتور عبدالرحمن الجبرين في سبب تسمية سموه الكريم بسلطان الخير وهو تحرك قلب سموه لإنسانة امرأة فقيرة في دولة إفريقية تبحث في جحر نمل عن لقمة عيش تسد بها رمق جوعها وأطفالها ليكلف سموه الكريم لجنة تنطلق إلى هناك وتقدم هدية سموه الكريم بكفالته لتلكم المرأة وليطلق على سموه من هناك عبارة «سلطان الخير» هكذا سمعتها من فم الدكتور في إحدى قنواتنا الفضائية وهو ضمن المشاركين في اللجنة. امرأة في النيجر تطولها حسناته وكرمه فيشهد أهلها لسموه بالخيرية وطفل معاق قد شملته عناية وأيادي سموه بالعطف والحنو والرحمة والإحسان فلا يتمالك نفسه وقد ضم سموه الكريم قلب الصغير «المعاق» إلى قلب سموه الرحيم العطوف ليبرهن سموه الكريم بالفعل لا بالقول على حبه العظيم للإحسان إلى من يستحقون الإحسان والعطف غير المحدود إلى من أمر الله تعالى بالعطف عليهم. لن أبالغ إن قلت إنه يصدق على سموه الكريم ما وصفت به خديجة نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام بقولها: «إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق» وهذه الخصال ليست خصلة به صلى الله عليه وسلم لا يجوز أن يوصف بها غيره، فمن وهبه الله تعالى ومنحه هذه الصفات فهو جدير بعناية الله به وحفظه له من المصائب والمحن والكروب والهموم. لن أبالغ إن قلت إن عاصمتنا الحبيبة مدينة الرياض اكتست فستان فرح لم تلبسه قبل ذلك إلا حينما افتتحها مؤسس هذا الوطن العملاق الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله وأكرم مثواه. فرحة عاصمتنا العظيمة فرحتان: فرحة شفاء سمو ولي العهد وعودته لأرض الوطن، وفرحة عودة سمو أميرها المحبوب الأمير الوفي حقاً وصدقاً ولا مبالغة في ذلك فقد تجاوز وفاؤه لأشقائه وبره بهم وفاء وبر بعض أبنائهم مما يستحق الشكر والذكر والدعاء لسموه الكريم بأن يحفظ الله سموه ويجعل وقفاته هذه في ميزان حسناته وشهادة الله تعالى أن هذا البر صلة ترضي الله تعالى عنه وترضي والديه رحمهما الله تعالى وسبب في طول عمره وبركة رزقه وأعماله مصداق ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: «من أراد أن ينسأ له في أجله ويبسط له في رزقه فليصل رحمه» وأي صلة أعظم من هذه الصلة، فشكر الله سموه وجزاه عن إخوته وعن محبيه خير الجزاء وأجزله وهنيئاً لسموه الكريم بوعد الله حينما تعلقت الصلة بالعرش قائلو هذا مقام العائذ بك من القطيعة فقال عزَّ وجلَّ هل يرضيك أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قلت نعم. قال جلَّ وعلا لك ذلك. حقيقة إن غياب سمو ولي العهد وسمو أمير الرياض عدة أشهر له والله ولا مبالغة في نفوسنا وقلوبنا وحشة عجيبة حتى أنني أنظر في وجوه الكثير من الناس وكأنهم «قوم قد أخذوا» يعني غزاهم العدو وسلبهم. حضرت للسلام على سموه الكريم في جلسة يوم الاثنين بقصر سموه بالمعذر والتهنئة بسلامة وشفاء سمو ولي العهد وعودة سموه إلى أهله ووطنه، فلم أكد أصل لسموه الكريم إلا بشق الأنفس من التزاحم غير المسبوق حتى تكاد تظن أن الناس في المحشر لكثرتهم وتزاحمهم، فسألت نفسي هؤلاء ماذا يريدون؟ وأجبت نفسي بنفسي إنها محبة قد شغفت القلوب لهذه القيادة العظيمة المباركة يريدون تقبيل جبين وكتف سموه الكريم فرحاً وابتهاجاً بشفاء سمو ولي العهد وفرحاً بعودة سمو الأمير سلمان الذي طالما انتظروه وعلى أحر من الجمر. نعم كل هؤلاء وغيرهم الكثير والكثير جداً ممن لم يحضر شهداء الله على محبة سمو ولي العهد وسمو أمير الرياض وقد أثنى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على من شهد المسلمون بخيريته قائلاً: أنتم شهداء الله في أرضه فهنيئاً لمولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بعودة عضده الأمين وهنيئاً لسمو ولي عهده الأمين بعودته لأهله ووطنه ومحبيه وهنيئاً لسمو النائب الثاني أسد الأمن ورجل المهمات وهنيئاً للأسرة المالكة وهنيئاً لكل مواطن سعودي بل لكل مسلم وعربي بل لكل إنسان على وجه البسيطة وهنيئاً لمملكتنا ووطننا المحبوب بعودة رجاله الكبار وأبطاله الأفذاذ وشجعانه المغاوير أصحاب الأيادي البيضاء والكرم والسخاء وحسن الخُلق والوفاء. فحمداً لله تعالى حمداً عظيماً مباركاً فيه وله الشكر حتى يرضى وله الشكر بعد الرضاء. والله تعالى من وراء القصد. * جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية