سوق الجمعة، ذلك السوق المكي الكبير، الواقع بجوار جسر المنصور، والذي يبعد عن المسجد الحرام أقل من نصف كيلو، ويرتاده الناس من مختلف الجنسيات، وتتعدد فيه البضائع من كل صنف ولون، فكل شيء موجود في السوق؛ الأجهزة الكهربائية والخردوات والجوالات والملابس القديمة والأدوية الشعبية، وحتى الأطعمة، وهو ما يسهم في إحداث حركة اقتصادية كبيرة لتجار السوق ومرتاديه، إلا أنه يعاني من غياب الرقابة والمتابعة لمصادر تلك البضائع وصلاحيتها، وهو ما جعل جانبًا من السوق أشبه بموقع لتصريف المسروقات، مما دفع البعض إلى تسميته ب »سوق الحرامية»، إضافة إلى الحركة النشطة التي يشهدها خاصة يومي الخميس والجمعة الذي يعتبر وقت الذروة لمرتاديه، غير أن الرقابة والمتابعة شبه غائبة سوى بعض الحملات الخجولة التي تنفذها جوازات العاصمة المقدسة أو التي تقوم بها الأمانة بين وقت وآخر، جعلت حركة أولئك المخالفين مستمرة وخطرهم متواصل يتوجب التصدي له قبل خروجه عن السيطرة. «المدينة» جالت في أرجاء السوق وأقسامه المختلفة، والتقت عددًا من الرواد والبائعين، ليتحدثوا عن السوق ومحتوياته ومتطلباته.. شهرة خاصة ففي بداية السوق وعند مدخله التقينا العم عبده الذي قال: الموقع هو عبارة عن سوق قديم لكن مع مرور الأيام وعزوف الباعة القدامى المعروفين عن البيع فيه تم استغلاله من قبل مخالفي أنظمة الإقامة والعمل وإحياء نشاطهم فيه وفي ظل صعوبة متابعتهم تحول نشاط البعض منهم شراء البضائع مجهولة المصدر مما ساهم في عملية تصريف المسروقات فيه، رغم سهولة وإمكانية تحديد المشبوهين في السوق والقبض عليهم لكن تركهم اكسب السوق سمعة سيئة في الأوساط المكية. وأضاف محمد شوكت وهاشم أحمد من مرتادي السوق أن موقعه القريب من الأحياء أكسب السوق شهرة خاصة لراغبي اقتناء وشراء بعض الأجهزة الكهربائية، حيث ان الأسعار رخيصة جدا قياسا بأسعارها في المحلات، وعند سؤالنا لهما عن تشجيعهما لمخالفة أنظمة الإقامة والعمل في عملية البيع والشراء لبضائع مجهولة المصدر، ذكرا أن السوق قائم على شارع عام حيوي ويكتظ بالحركة، ولا يبعد عن الحرم سوى مسافة قليلة، ولا نعتقد مجيئنا من عدمه سيضيف أو يقلل من شأن السوق، وإذا كان مخالفا للقانون فلماذا تتركه الأجهزة المسؤولة يعمل جهارا نهارا؟! غياب الرقابة أما المواطنان محمد الجيزاني وخالد فلاتة، فقالا: بات السوق يشكل خطرا على الأحياء المجاورة له نتيجة تردد مخالفي أنظمة الإقامة والعمل عليه، ومن المستغرب تركه بهذه الصورة دون أن تتحرك الجهات المعنية من أجل القيام بحملات مكثفة للقضاء على النشاط القائم فيه نتيجة العديد من المخالفات التي يتم ارتكابها، مما قد يسهم في قادم الأيام من امكانية استغلاله في أمور مهددة للأمن نتيجة غياب الرقابة والمتابعة وفي الوقت نفسه تنامي النشاط بصورة نشطة يجب التصدي له. وقال أحمد شاه أحد باعة أجهزة الجوال والألكترونيات التي يقوم ببيعها وشرائها أوضح أن النشاط لا يضبطه أي معيار حيث يتم شراء وبيع أجهزة الجوال دون التأكد من مصدرها، وعن سؤالنا عن امكانية شرائه جوالات مسروقة أبان أن البائع هو من يتحمل تبعات عمله وهو يقوم بشراء جوال لا أكثر. وخلال توجلنا لفت انتباهنا باعة شرائح الجوال مجهولة الهوية، وعند قيامنا بسؤالهم عن كيفية بيعهم لتلك الشرائح رغم ربط عملية شحنها برقم الهوية من قبل هيئة الاتصالات أوضحوا أن المشتري مخير بشرائها ومن ثم القيام بعملية تحديث بياناتها كون الشرائح سارية المفعول لعدم قطعها عن الخدمة. حملات منظمة وأوضح فوزي محمد نور الهاشمي عمدة حي المنصور أنه من منطلق دوره كعمدة الحي الذي يقع فيه السوق المذكور سبق وأن قام بالكتابة عنه للجهات المختصة وسبق وأن تمت العديد من الحملات مع أمانة العاصمة المقدسة ممثلة في بلدية أجياد، حيث تمت مصادرة العديد من البضائع لكن سرعان ما يعاودون نشاطهم بعد أن تهدأ الأمور لذلك الحل في اعتقادي تنظيم حملة منظمة ومركزة من جميع الجهات ذات العلاقة من أجل القيام بمعالجة الوضع والقبض على مخالفي أنظمة الاقامة والعمل الذين يشكلون خطرا على المجتمع. من جهته أوضح عثمان أبو بكر مالي الناطق الإعلامي لأمانة العاصمة المقدسة أن دور الأمانة في الأسواق الشعبية تعمل على تنظيمها والمحافظة على جمالها وسلامة المواد الغذائية ودراسة المشكلات والصعوبات المتعلقة بها ومراقبة المواد الغذائية حسب الإمكانيات المتوفرة والعمل على تذليلها، ومن مهام الأمانة في الأسواق الإشراف على مراقبة وتنفيذ المواصفات والمعايير المتعلقة بالمواد الغذائية التي تضعها الأجهزة المعنية ومراقبة تنفيذ الشروط الواجب توافرها في العاملين في مجال بيع المواد الغذائية بالإضافة إلى تصنيف المحلات حسب أنواعها وأحجامها والإشراف على تطبيق تلك الأنظمة ايضا مراقبة المعايير والأسس الواجب اتباعها فيما يختص بمواقع وأحجام وأشكال ومضامين اللوحات الإرشادية والدعائية للمحلات التجارية والأنشطة بالأسواق والتنسيق مع الجهات المعنية فيما يتعلق بذلك. مسؤولية الأمانة وعلى جانب آخر أوضح المقدم محمد الحسين الناطق الإعلامي لجوازات منطقة مكةالمكرمة أن الجوازات تقوم بخطط سواء كانت يومية أو أسبوعية أو شهرية أو بعد انتهاء المواسم بحملات سواء كانت منفردة أو مشتركة في ملاحقة مخالفي أنظمة الاقامة أو من خلال البلاغات أو فرق البحث والتحري لملاحقة أولئك المخالفين إضافة إلى رصد ومتابعة منازلهم والقبض عليهم ومن ثم ترحيلهم وفيما يخص الأسواق الشعبية فنحن لنا مشاركة مع جهات ذات العلاقة من خلال الحملات المشتركة أما مسؤولية تلك الأسواق هي من اختصاص الأمانة وليست الجوازات.