قتل أمس حوالي 80 شخصًا على الأقل في انفجارين بجامعة حلب شمال سوريا تضاربت المعلومات حول طبيعتهما، في يوم أبدت روسيا حليفة نظام الرئيس الأسد، معارضتها إحالة ملف النزاع السوري على المحكمة الجنائية الدولية. يأتي ذلك غداة تأكيد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد حق الأسد الذي تطالب المعارضة ودول غربية بتنحيه فورًا، في الترشح مجدداً إلى الانتخابات الرئاسية العام 2014، في حين يشكل طرح الأسد لحل الأزمة محور زيارة بدأها رئيس وزرائه وائل الحلقي إلى طهران. وقال محافظ حلب وحيد عقاد إن «82 شهيدًا وأكثر من 160 جريحًا هي حصيلة التفجير الذي استهدف طلابنا في أول يوم امتحانات لهم في جامعة حلب حتى الآن». وأكد مصدر طبي في مشفى جامعة حلب هذا الرقم، مشيرًا إلى أن «العدد قابل للتزايد بسبب خطورة حالات الجرحى». وقال مصدر طبي في مشفى الرازي إن «المشفى استقبل 65 جريحًا إصاباتهم بين المتوسطة والخطيرة».من جهته، أشار المرصد السوري لحقوق الانسان استناداً إلى «مصادر متطابقة وقوع 52 قتيلاً في انفجارين وقعا في الجامعة ولم يعرف سببهما بعد»، مرحجًا ارتفاع العدد إلى ما هو أعلى من ذلك بكثير نظرًا لخطورة إصابات الجرحى. وأوضح المرصد أن القتلى هم من الطلاب والنازحين الذين لجأوا إلى السكن الجامعي. ومع دخول النزاع الذي حصد أكثر من 60 ألف قتيل شهره ال22، رفضت موسكو مبادرة أكثر من 50 دولة للطلب من مجلس الأمن التحقيق في ارتكاب جرائم حرب من خلال المحكمة الجنائية الدولية. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «نعتبر أن المبادرة تأتي في غير وقتها كما ستكون لها نتائج عكسية على مستوى الهدف الرئيسي حاليًا وهو الإنهاء الفوري لسفك الدماء في سوريا». وتابعت «إننا مقتنعون بأن التكهنات بخصوص ملاحقات جنائية دولية للبحث عن المذنبين لن تؤول إلا إلى تعزيز المواقف المتشددة لدى الأطراف المتنازعة».وكانت 57 دولة في مقدمها سويسرا وجهت أمس الأول رسالة إلى مجلس الأمن الدولي تطالبه بإحالة ملف التحقيق في جرائم حرب مرتكبة في سوريا، مؤكدًة أن التحقيق سيكون «من دون استثناءات وأياً كان المسؤولون». من جانبه، رد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حديث أدلى به إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) من دمشق على سؤال عن رغبة الأسد بالترشح إلى الانتخابات المقبلة، بالقول «أين الخطأ في ذلك؟». واعتبر أن «نظاماً جديدًا بقيادة الأسد هو نظام يتمتع بالمصداقية، فلم استبعاده بشكل تلقائي؟». وأضاف «الرئيس والعديد من الذين قد يتقدمون بترشيحاتهم سيتوجهون إلى الشعب، سيضعون برامجهم وينتخب الشعب من بينهم». وقال المقداد «إننا نفتح الطريق أمام الديموقراطية أو أمام ديموقراطية أكثر عمقًا. في الديموقراطية، لا يطلب من شخص معين ألا يترشح إلى الانتخابات». وفي طهران أبرز الحلفاء الإقليميين للأسد، أفادت وكالة فارس للأنباء أن الحلقي وصل على رأس وفد سياسي واقتصادي كبير، حيث من المقرر أن يلتقي المرشد الأعلى خامنئي والرئيس نجاد ورئيس مجلس الشورى لاريجاني، للبحث في «تطوير العلاقات الثنائية والخطة ذات ثلاث مراحل» التي طرحها الأسد. ميدانيًا، كثف الطيران الحربي السوري غاراته أمس على مناطق عدة، ما تسبب بمقتل العشرات. وقتل 12 شخصاً بينهم 7 دون سن ال 18 عاما في قصف تعرضت له منطقة الحولة في ريف حمص، بحسب المرصد. وشملت الغارات مدينة الباب في ريف حلب حيث قتل 8 أشخاص من عائلة واحدة بينهم بينهم طفلان وثلاث نساء، وبلدة سرمين في محافظة إدلب (شمال غرب) حيث قتل شخصان، وحماة (وسط)، ودرعا (جنوب)، واحياء محاصرة في مدينة حمص (وسط)، ومناطق في ريف دمشق حيث تستمر الاشتباكات والعمليات العسكرية الواسعة. وادت اعمال العنف في مناطق مختلفة الى مقتل 118 شخصا في حصيلة غير نهائية، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.