اتهم المفتى العام عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ جماعات دعاة التغريب الذين يدعون إلى الإصلاح في المجتمع، وأكد أنهم يقدحون في ثوابت الأمة وأحكامها ويفسرونها حسب ما تتناسب مع أهوائهم، كما أنهم يقدحون في السلفية الطيبة ويصفونها بالانزواء وعدم النفع، ويسعون إلى عزل الشريعة عن نظم الحياة، وهذه من الفتن المضلة في المجتمعات. كما حذّر سماحة المفتى من تسليط الأعداء على الأمة المسلمة أما بالطرق المباشرة أو بالتستر ببعض الأبناء المسلمين الذين ضعف أيمانهم وأخذوا يسيرون مع هؤلاء الأعداء لتحقيق ما يبتغونه، وأنها من أشد الفتن. وبيّن آل الشيخ أن الناس مبتلون في أنفسهم وأموالهم، وأن العبد مبتلى بالفتن بجميع أنواعها، وأوضح أن الفتن التمست الكثير من الشهوات والشبهات والحق والباطل هذا أمر عظيم إذا لم يتدارك بعلاجه على القول بالشريعة الإسلامية، ومن الأسباب التي ساعدت هذه الفتن هي»قلة العلم» و»ثروة المعلومات» إضافة إلى «تقنية الاتصال والقنوات الفضائية». وأوضح سماحة المفتى أنواع الفتن التي حذر منها الإسلام وأثرها الكبير على المجتمع وعلى المسلمين، وقال: إن أولى الفتن الكبيرة التفكك والتفرق والقتال بين المسلمين، وهذا يضعف قوة المسلمين ويمهد الطريق لأعداء الإسلام للنيل منها والقضاء على قوتها وكرامتها»، وأردف بقوله: «ومن الفتن أيضا فتن البدع والخرافات والأشياء الشركية التي عمت كثيرًا من دول الإسلام من التعلق بالقبور والغلو في الأولياء والصالحين ودعائهم من دون الله وطلب الحاجة منهم دون الله، وهذا يخالف ما بعث الله به دعوة الأنبياء». وحذر المفتى من فتنة التعصب والتكتل الجاهلي والنزاع والسيطرة على المجتمع، وعلى هذا تم تقسيم الأمة إلى جماعات وأحزاب متنازعة أشغلوا بعضها ببعض وعطلوا نهضة الأمة. ومن أنواع الفتن، فتنة المخدرات والمسكرات التي يتم ترويجها بين المسلمين وتعاطيها التي ساهمت في تخريب وتعطيل مستقبلهم ونماء أمتهم، وأضاف أن هذه الفتن يلحقها ضرر عظيم لما فيه من أفساد عقول الشباب والقضاء على الأخلاق الإسلامية، ليصبحوا عالة على أنفسهم وعالة على مجتمعهم، وأفاد المفتى أن من الفتن التي يقع فيها المسلم فتنة المال ويكون سبب أشغاله عن طاعة الله وتقصيره في الواجبات والصلاة والأعمال الصالحة، وأن المال يفتن المسلم ولا يبالي في أمور الحياة الشرعية. وبيًن المفتى أن الشريعة الإسلامية قد وضعت علاجًا لهذه الفتن الكبيرة التي يقع فيها المسلمون والمجتمعات، وأن الشريعة قد وضعت علاجا قبل وقوع الفتن وبعد وقوعها لمن تدبر كتاب الله وسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، وقال إن الاعتصام بكتاب الله واعتناق دين الله نجاة من كل آفة، والتفقه في دين الله ومعرفة الأحكام الشرعية الحلال منها والحرام وأنها تنجيه من الوقوع في الفتن والضلالات، وأضاف أن اجتماع الكلمة وتآلف القلوب والسمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف من أسباب النجاة من المصائب، وأن هذه الفتن على اختلافها تعالج بكتاب الله وسنة رسول الله، لا تعالج بالآراء والأهواء الباطلة.