** ما الفرق بين ( العاطل ) ومسؤول الفساد في عصرالتويتر ؟ حاول أحدهم أن يقذف بذات السؤال على مجموعة من " العواطلية " القابعين على الأرصفة..!! وطبعا هذا ( الأحدهم ) كان يتخيرالوجوه والأرصفة المألوفة عنده ..!! على الأقل حتى لايتهمه أحد بالجنون لغرابة العلاقة بين الطرفين.. ولم يجد صعوبة في البحث ... فهذا ( الأحد ) هو شاب بدرجة ( عاطل )..أصلاً!! ( 1 ) ** أول واحد " طب " فيه كانت نفسه رأس خشمه.. ..فالمسكين طول النهار " يلفلف " يدوّر عمل.. نهره بعنف : " حل عن سمانا " .. يعني بالطيب فارق .. قبل أن تتحول الى ( مُكارسه )..!! ومعذور كل عاطل..لاشغل ولا مشغله .. فهو إما في البيت مرمي ..مثله مثل أي كنبه أو قدر.. ويتلقى الإهانات حتى من الشغالة الاندونيسية. " هاتي شاهي ياماريا ".. ( ..انا مايزيب ساهي .. روه..سوف سغل انتي ).. وإما في الشارع يتنقل من رصيف الى رصيف..!! ( 2 ) ** على الجانب الآخر من الرصيف .. بشكة بلوت ..وصياح وصراخ وحماس ..إنه الوجه الآخر للقدرات المعطلة تكاد تقتلع الرصيف ..!! ثاروا في وجهه : (خلاص ..تسكت والا نطلعك برى ..) تلفت ..أين سيكون " برى " ؟؟ نحن في الشارع اصلاً !! لكن لم يكن أمامه الا أن يسد فمه .. فهنا الكل ( منتهي)..لاتوجد منطقة وسطى .. إما إحباط اصابهم بالانكسار..فلم يعد يهمهم مايحدث. وإما تحولوا الى تشغيبيين يضاربون حتى الذباب الذي يقع على أرانب أنوفهم ..!! ( 3 ) ** انتقل الى رصيف آخر في الشارع المقابل.. هنا القرب من حديقة الحي قد تمنح الجالسين شيئاً من الهدوء النفسي المفقود.. شاب لوحده.. عرفه ..انه زميل دراسة كان " يعلّه " بالتخيلات.. فمدرس الرياضيات يشرح الدرس والأخ يأخذه الى أحضان المدينة الفاضلة.. سأله : ماالفرق بينك كعاطل والمسؤول المفسد ..؟ ويبدو أن صاحبنا كان لحظتها كعادته " آخر روقان ".. قال : كلنا نبني .. الفرق فقط إنني أبني في الخيال وهو يبني في جيوبه ..!! ( 4 ) ** هنا أيضا يبدو انه وجد عاطلاً أكثر" روقانا" من سابقه .. وقبل ان يسأله هذا ( الاحدهم ) بادره هو: السماء الاجمل لاننا نتطلع إليها أما الارض فنحن ندوس عليها وطالبه أن يعد معه نجوم السماء بدلا من عد العاطلين على الارصفة ..!! ثم أردف : في عيونهم لازلنا القدرة ( صفر ). لماذا لانكون رقماً قيماً ..نحن الأبقى للوطن.!! ( 5 ) ** أحدهم أدرك الفرق على طريقته هو .. ( نحن ) و( هم ) وجهان لعملة واحدة .. هم سببنا ونحن ثمرتهم ..!! الفساد والمفسدون سبب كل معضلة في الوطن.. لو لم يكن هناك فساد ومفسدون لما عشنا أغرب التناقضات في بنائنا التنموي ..!! قرابة مليوني عاطل في بلد يستقدم 8 ملايين عامل .. بلد ثري جداً ويكافح في محاربة الفقر .. مليارات تهاجر الى خارج الوطن ومواطنون يعيشون البطالة .. لو لم يكن هناك فساد ومفسدون .. لما كان هناك ( طفو ) يتضخم فوق الأجساد و ( تخثر ) كسر الضلوع .. لو لم يكن هناك فساد ومفسدون .. ماكان هناك عبث بالأنظمة والارواح والمقدرات .. ولما كان هناك مشاريع متعثرة ومشاريع مضروبة ..!! ( 6 ) * آخر..نظر من الزاوية الأبعد ..وعلل الفرق: البطالة والفساد كلاهما قنابل موقوتة.. المفسدون تفجروا فساداً في كل اتجاه.. الروائح النتنة تكاد تشتمها في كل الزوايا.. والوطن والمواطن هو من يدفع أثمان كل العبث.. والبطالة.. ليست بأقل شراً.. ( أمنياً واجتماعياً وحتى اقتصادياً ) .. (7 ) ** في النهاية .. اذا كانت هذه تخاريف عاطل فماهي تخاريف الحلول ؟؟ اسأل فقط !!