هذه تخاريف "صائم" اريد أن تشاركوني في تخيلها وجعلها واقعاً نعيشه وبالتالي لنتعرف على مدى الفرق بين ما نحن نمارسه في الواقع وما يمكن أن نكون عليه فيما لو تحقق ما تخيلناه. تخيل أن كل الأطباء الذين يعملون في مستشفياتنا الحكومية والأهلية ومراكز الأبحاث الطبية كلهم من أبناء الوطن رجالاً ونساءً، وأن كل الممرضات والممرضين ومتخصصي المختبرات كلهم من أبناء الوطن، وأن كل المهندسين وكل المساحين والفنيين في كل القطاعات هم من أبناء هذا الوطن وأن كل القطاعات الوظيفية تشغلها المرأة بجانب الرجل وأن كل المصانع التي تعمل في بلادنا كبرت أو صغرت من أبناء هذا الوطن، تخيّل أن عامل النظافة الذي يقوم بأعمال النظافة في الشوارع والميادين وأن بائعي الفاكهة والخضروات وأن العاملين في كل مراكز البيع من أبناء الوطن. تخيل أن سائقي سيارات الأجرة وحافلات المدارس من أبناء الوطن وأن المرأة هي من تذهب بأبنائها الى مدارسهم تخيل هذا وغيره يحدث لدينا فهل سنجد عاطلاً عن العمل وهل نرى هذا الزحام الشديد على ديوان الخدمة أو ذلك شبه "التسول" على أبواب بعض القطاعات الأهلية وغير الأهلية طلباً للوظيفة؟! أقول تخيل هذا وغيره وسوف تصل بالقطع إلى نتيجة لا أزهى ولا أروع منها ولكن يظل السؤال الكبير كيف يحدث هذا؟! لذلك قلت إنها تخاريف "صائم"، وسوف تظل هذه التخاريف طويلاً، وطويلاً جداً نعيش تفاصيلها طالما نقف أمام تفاصيل صغيرة ليست ذات أهمية في حياة الإنسان.إننا نحتاج إلى قوة دفع أكبر لنخرج من دائرة التردد هذه التي نعيشها.