مشائخ القبائل يمثلون شريحة مهمة في المجتمعات البشرية.والمملكة العربية السعودية يمثل المجتمع القبلي فيها أساس التركيبة السكانية ،فهي تشغل الجزء الأكبر من جزيرة العرب التي منها انتشرت القبائل العربية إلى خارج الحدود ولا تزال تلك المجتمعات تنظر لتماسكها ووحدتها كمصدر فخر واعتزاز لها . وأدى ذلك التماسك الاجتماعي إلى المحافظة على الهوية القبلية التي تكتنز الكثير من الصفات الحميدة والموروث الأصيل الذي يجمعها . ورغم تحول الكثير من المجتمعات من النظام القبلي إلى نظام دولة-ومنها المجتمع السعودي - إلا أن القبيلة حافظت على حياتها وبقائها تحت كيان الدولة، وبقيت وظيفة شيخ القبيلة لم تندثر أو تضمحل،بل أضحت لها أهميتها ودورها في النسق الأمني والاجتماعي . ومع ذلك لم تنل نصيبها في التنظيم الرسمي.ولم تصدر آلية تحدد دور ومهام وحقوق من يشغلها رغم ما يطلب منهم من أعمال وما يكلفون به من الجهات الرسمية أو من القبائل نفسها من مهام . وبقيت تؤدي دورها بالموروث والأعراف والتقاليد بايجابياتها وسلبياتها. وبعد أن من الله على هذه القبائل بجمع شتاتها في وحدة فريدة من نوعها تحت كيان واحد بناه الملك عبد العزيز رحمه الله وحافظ عليه أبناؤه من بعده حتى صار صرحا شامخا، وبعد أن استكملت البنية الإدارية في المملكة فان من المهم شمول مشائخ القبائل بهذه النهضة الإدارية، وجعلهم ضمن منظومة الإدارة المدنية من خلال نظام يحدد مهامهم وواجباتهم وحقوقهم ومحاسبتهم مع مراعاة القواعد التي على أساسها وجدت مشيخة للقبيلة، فهم صمام أمان لحفظ وحدة القبائل التي تمثل غالبية المجتمع السعودي. لأن الأحداث والأزمات التي مرت أثبتت أهمية وجودهم وفعاليتهم ودورهم البناء في بناء الدولة و التعاون مع أجهزتها ومؤسساتها المختلفة. ومن المفارقات وجود نظام لعمد الأحياء بالمدن التي تحت نظر الجهات الرسمية الحكومية وقريبة منها بينما لا يوجد نظام للمشائخ الذين يؤدون دوراً مهماً يتجاوز دور العمد ولهم جذور تاريخية وتتناثر قراهم في مواقع متباعدة يصعب ضبطها دون مشاركتهم وتعاونهم . ومن الملاحظ إن مشائخ القبائل هم الفئة الوحيدة التي تشارك في خدمة الوطن والمواطن وتقوم بأدوار غاية في الأهمية دون نظام، فهم ملتزمون بأداء هذه الخدمة التي ورثوها ويرون أن التخلي عنها يخل بمقامهم أمام قبائلهم التي ترى فيهم الرمز والقدوة الحسنة . وأمام دولتهم وولاة أمرهم الذين يرون فيهم المواطنة الصادقة والسند عند الحاجة. إن الأمير والإداري الناجح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية تُعلق عليه الآمال في تبني إيجاد نظام لمشائخ القبائل يحقق حقوقهم ويحدد واجباتهم لما يخدم المصلحة العامة. خضران فراج الداموك - شيخ قبيلة دوس بني فهم